responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 149

جزانى الزّهدمان جزاء سوء # و كنت المرء يجزى بالكرامة [1]

/أراد بالزّهدمين رجلين؛ يقال لأحدهما زهدم، و للآخر كردم، فغلّب.

و كلّ الّذي ذكرناه يقوّى هذا الجواب من جواز التسمية للجزاء على الذنب باسمه، أو تغليبه عليه، للمقاربة و الاختصاص التام بين الذنب و الجزاء عليه.

و الجواب السادس ما روى عن ابن عباس قال: يفتح لهم و هم فى النار باب من الجنة، فيقبلون إليه مسرعين؛ حتى إذا انتهوا إليه سدّ عليهم، فيضحك المؤمنون منهم إذا رأوا الأبواب و قد أغلقت دونهم؛ و لذلك قال عز و جل: فَالْيَوْمَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنَ اَلْكُفََّارِ يَضْحَكُونَ.

`عَلَى اَلْأَرََائِكِ يَنْظُرُونَ ؛ [المطففين: 34-35].

فإن قيل: و أىّ فائدة فى هذا الفعل؟و ما وجه الحكمة فيه؟

قلنا: وجه الحكمة فيه ظاهر؛ لأن ذلك أغلظ فى نفوسهم، و أعظم فى مكروههم؛ و هو ضرب من العقاب الّذي يستحقونه بأفعالهم القبيحة؛ لأن من طمع فى النجاة و الخلاص من المكروه، و اشتد حرصه على ذلك؛ ثم حيل بينه و بين الفرج و ردّ إلى المكروه يكون عذابه أصعب و أغلظ من عذاب من لا طريق للطمع عليه.

فإن قيل: فعلى هذا الجواب، ما الفعل الّذي هو الاستهزاء؟

قلنا: فى ترداده لهم من باب إلى آخر على سبيل التعذيب معنى الاستهزاء؛ من حيث كان إظهارا لما المراد بخلافه؛ و إن لم يكن فيه من معنى الاستهزاء ما يقتضي قبحه من اللهو و العبث و ما جرى مجرى ذلك.

و الجواب السابع أن يكون ما وقع منه تعالى ليس باستهزاء على الحقيقة؛ لكنّه سماه بذلك ليزدوج اللفظ و يخف على اللسان؛ و للعرب فى ذلك عادة معروفة فى كلامها؛ و الشواهد عليه مذكورة مشهورة.


[1] اللسان (زهدم) و المخصص 13: 227، و هو لقيس بن زهير العبسى.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست