responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 14

مجلس آخر 50

تأويل آية اَللََّهُ وَلِيُّ اَلَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ اَلظُّلُمََاتِ إِلَى اَلنُّورِ

إن سأل سائل عن قوله تعالى: اَللََّهُ وَلِيُّ اَلَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ اَلظُّلُمََاتِ إِلَى اَلنُّورِ [البقرة: 257].

فقال: أ ليس ظاهر هذه الآية يقتضي أنه هو الفاعل للإيمان فيهم؟لأن النور هاهنا كناية عن الإيمان و الطاعات، و الظلمة كناية عن الكفر و المعاصى، و لا معنى لذلك غير ما ذكرناه.

و إذا كان مضيفا للإخراج إليه فهو الفاعل لما كانوا به خارجين، و هذا خلاف مذهبكم.

الجواب، قلنا: أما النور و الظلمة المذكوران فى الآية فجائز أن يكون المراد بهما الإيمان و الكفر، و جائز أيضا أن يراد بهما الجنة و النار، و الثواب و العقاب فقد تصحّ الكناية عن الثواب و النعيم فى الجنة بأنه نور، و عن العقاب فى النار بأنه ظلمة، و إذا كان المراد بهما الجنة و النار ساغ إضافة إخراجهم من الظلمات إلى النور إليه تعالى؛ لأنه لا شبهة فى أنه جل و عز هو المدخل للمؤمن الجنة، و العادل به عن طريق النار. و الظاهر بما ذكرناه أشبه؛ لأنه يقتضي أنّ المؤمن الّذي ثبت كونه مؤمنا/يخرج من الظلمة إلى النور؛ فلو حمل على الإيمان و الكفر لتناقض المعنى، و لصار تقدير الكلام:

أنه يخرج المؤمن الّذي قد تقدّم كونه مؤمنا من الكفر إلى الإيمان؛ و ذلك لا يصحّ.

و إذا كان الكلام يقتضي الاستقبال فى إخراج من قد ثبت كونه مؤمنا كان حمله على دخول الجنة و العدول به عن طريق النار أشبه بالظاهر.

على أنا لو حملنا الكلام على الإيمان و الكفر لصحّ، و لم يكن مقتضيا لما توهموه، و يكون وجه إضافة الإخراج إليه، و إن لم يكن الإيمان من فعله من حيث دلّ و بيّن و أرشد و لطّف و سهّل؛ و قد علمنا أنه لو لا هذه الأمور لم يخرج المكلّف من الكفر إلى الإيمان، فيصح‌

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست