responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 131

مجلس آخر 61

تأويل آية رَبَّنََا لاََ تُؤََاخِذْنََا إِنْ نَسِينََا أَوْ أَخْطَأْنََا

إن سأل سائل عن قوله تعالى: رَبَّنََا لاََ تُؤََاخِذْنََا إِنْ نَسِينََا أَوْ أَخْطَأْنََا ؛ [البقرة: 286].

فقال: كيف يجوز أن يأمرنا على سبيل العبادة بالدّعاء بذلك، و عندكم أن النسيان من فعله تعالى؟و لا تكليف على الناسى فى حال نسيانه؛ و هذا يقتضي أحد أمرين: إما أن يكون النسيان من فعل العباد على ما يقوله كثير من الناس، أو نكون متعبدين بمسألته تعالى ما نعلم أنه واقع حاصل؛ لأن مؤاخذة الناسى مأمونة منه تعالى، و القول فى الخطأ إذا أريد به ما وقع سهوا أو عن غير عمد يجرى هذا المجرى.

الجواب، قلنا: قد قيل فى تأويل هذه الآية: إنّ المراد بنسياننا تركنا.

قال أبو عليّ قطرب بن المستنير: معنى النسيان هاهنا الترك؛ كما قال تعالى: وَ لَقَدْ عَهِدْنََا إِلى‌ََ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ؛ [طه: 115]، فنسى أى ترك؛ و لو لا ذلك لم يكن فعله معصية، و كقوله تعالى: نَسُوا اَللََّهَ فَنَسِيَهُمْ ؛ [التوبة: 67]، أى تركوا طاعته فتركهم من ثوابه و رحمته. و قد يقول/الرجل لصاحبه: لا تنسنى من عطيتك، أى لا تتركنى منها، و أنشد ابن عرفة [1] :

و لم أك عند الجود للجود قاليا # و لا كنت يوم الرّوع للطّعن ناسيا

أى تاركا.

و مما يمكن أن يكون على ذلك شاهدا قوله تعالى: أَ تَأْمُرُونَ اَلنََّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ؛ [البقرة: 44]، أى تتركون أنفسكم.


[1] حاشية الأصل: «هو نفطويه» .

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست