responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 75

لم يكن فى معلومه تعالى أنّ لهم توفيقا، و أنّ فى الأفعال ما يختارون عنده الإيمان؛ فاختصاص هذه النعم ببعض العباد لا يمنع من شمول نعم أخر لهم؛ كما أن شمول تلك النعم لا يمنع من اختصاص هذه. غ

تأويل خبر «ممّا أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى إذا لم تستحى فاصنع ما شئت» .

روى أبو مسعود البدرىّ عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنه قال: «ممّا أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى إذا لم تستحى فاصنع‌ [1] ما شئت» .

و فى هذا الخبر وجوه من التأويل ثلاثة:

أحدها أن يكون معناه: إذا عملت العمل للّه جلّ و عزّ و أنت لا تستحيى من الناظرين إليك، و لا تتخوّفهم‌ [2] أن ينسبوك فيه إلى الرياء صنعت ما شئت، لأن فكرك فيهم، و مراقبتك لهم يقطعانك عن استيفاء شروط عملك، و يمنعانك من القيام بحدوده و حقوقه؛ و إذا اطّرحت الفكر توفّرت على استيفاء عملك.

و الوجه الثانى أنّ من لم يستحى من المعاير و المخازى و الفضائح صنع ما شاء، و الظاهر [3] ظاهر أمر، و المعنى معنى تغليظ و إنكار؛ مثل قوله تعالى: اِعْمَلُوا مََا شِئْتُمْ ؛ [فصلت: 40]، و قوله عز و جل: فَمَنْ شََاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شََاءَ فَلْيَكْفُرْ ؛ [الكهف: 29]؛ و هذا نهاية التغليظ و الزجر و الإخبار عن كبر [4] الذنب فى اطّراح الحياء؛ و يجرى مجرى قولهم: بعد أن فعل فلان كذا فليفعل ما يشاء، و بعد أن أقدم على كذا فليقدم على ما شاء؛ و المعنى المبالغة فى عظم ما ارتكبه، و قبح‌ [5] ما اقترفه.

و الوجه الثالث أن يكون معنى الخبر إذا لم تفعل ما تستحيى منه فافعل ما شئت؛


[1] حاشية ت (من نسخة) : «فافعل» .

[2] فى حاشيتى الأصل، ف: «خاف و تخوف بمعنى» .

[3] حاشية ت (من نسخة) : «فالظاهر» .

[4] حاشية ت (من نسخة) : «عظم الذنب» .

[5] ت، د، ف، حاشية الأصل (من نسخة) : «و قبيح» .

غ

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست