نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 632
ذكر ما ورد فى اللغة من معانى «العرض» :
فأما قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم: «كلّ المسلم على المسلم حرام دمه و عرضه» ، فقد ذهب قوم إلى أنّ عرض الرجل إنما هو سلفه من آبائه و أمهاته؛ و من جرى مجراهم.
و ذهب ابن قتيبة إلى أن عرض الرجل نفسه، و احتج بحديث النبي صلى اللّه عليه و آله حين ذكر أهل الجنة فقال: «لا يبولون و لا يتغوّطون؛ إنما هو عرق يجرى من أعراضهم مثل المسك» ؛ أى من أبدانهم؛ قال: و منه قول أبى الدرداء: «أقرض من عرضك ليوم فقرك» أراد من شتمك فلا تشتمه، و من ذكرك بسوء فلا تذكره به، ودع ذلك قرضا عليه ليوم الجزاء و القصاص.
و احتج أيضا بحديث الحسن عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنه قال: «أ يعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم!كان إذا خرج من منزله قال: اللّهمّ إنى قد تصدّقت بعرضى على عبادك» ؛ قال: فمعناه قد تصدّقت بنفسى و أحللت من يغتابنى، فلو كان العرض الأسلاف ما جاز أن يحلّ من سبّ الموتى؛ لأن ذلك إليهم لا إليه.
قال: و يدلّ على ذلك أيضا حديث سفيان بن عيينة: «لو أن رجلا أصاب/من عرض رجل شتما ثم تورّع من بعد؛ فجاء إلى ورثته بعد موته فأحلّوه له، لم يكن ذلك كفارة له، و لو أصاب من ماله شيئا ثم دفعه إلى ورثته؛ لكنّا نرى أن ذلك كفارة له» .
قال: و يدلّ على أن عرض الرجل نفسه قول حسان:
هجوت محمّدا فأجبت عنه # و عند اللّه فى ذاك الجزاء [1]
فإنّ أبى و والده و عرضى # لعرض محمّد منكم وقاء
[1] ديوانه: 9؛ يخاطب أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و يهجوه؛ و قبله:
ألا أبلغ أبا سفيان عنّى # فأنت مجوّف نخب هواء
بأن سيوفنا تركتك عبدا # و عبد الدار سادتها الإماء
و الأبيات فى الاقتضاب: 300؛ و نقل عن محمد بن الحسن بن دريد بسنده: ''أنشد النبي صلى اللّه عليه و سلم قصيدته التى أولها:
عفت ذات الأصابع فالجواء # إلى عذراء منزلها خلاء
.
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 632