فقال: كيف جاءت أَوْ بعد ما لا يجوز أن يعطف عليه؟و ما الناصب لقوله تعالى:
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ و ليس فى الكلام ما يقتضي نصبه؟
الجواب، قلنا: قد ذكر فى ذلك وجوه:
أوّلها أن يكون قوله: أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ معطوفا على قوله: لِيَقْطَعَ طَرَفاً و المعنى أنه تعالى عجّل لكم هذا النصر، و منحكم به ليقطع طرفا من الذين كفروا، أى قطعة منهم، و طائفة من جمعهم أو يكبتهم؛ أى يغلبهم و يهزمهم بكم فيخيّب سعيهم، و يكذّب فيكم ظنونهم، أو يعظهم ما يرون من تظاهر آيات اللّه تعالى، الموجبة لتصديق /نبيه صلى اللّه عليه و آله، فيتوبوا و يؤمنوا، فيقبل اللّه تعالى ذلك منهم، و يتوب عليهم، أو يكفروا بعد قيام الحجج، و تأكيد البينات و الدلائل، فيموتوا أو يقتلوا كافرين؛ فيعذبهم اللّه باستحقاقهم فى النار؛ و يكون على هذا الجواب قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلْأَمْرِ شَيْءٌ معطوفا على قوله تعالى: وَ مَا اَلنَّصْرُ إِلاََّ مِنْ عِنْدِ اَللََّهِ اَلْعَزِيزِ اَلْحَكِيمِ ؛ أى ليس لك و لا لغيرك من هذا النصر شيء؛ و إنما هو من اللّه تعالى.
و الجواب الثانى أن يكون أَوْ بمعنى «حتى» ، أو «إلاّ أنّ» ؛ و التقدير: ليس لك من الأمر شيء حتى يتوب عليهم؛ أو إلا أن يتوب عليهم، كما قال امرؤ القيس: غ
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 628