فقال: لم وحّد نَجْوىََ و هو خبر عن جمع؟و ما معنى مَسْحُوراً و ما جرت عادة مشركى العرب بوصف رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بذلك، بل عادتهم جارية بقرفه بأنه ساحر؟
الجواب، قلنا: أما قوله تعالى: وَ إِذْ هُمْ نَجْوىََ فإن «نجوى» مصدر يوصف به الواحد و الاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث، و هو مقرّ على لفظه. و بجرى ذلك مجرى /قولهم: الرجال صوم، و المنازل حمد، يعنى بصوم صائمون، و بحمد محمودون.
و قد قال قوم: إن معناه: و إذ هم أصحاب نجوى، فحذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه، و يقال: القوم نجىّ و القوم أنجية، فمن وحّد بنى على مذهب المصدر، و من جمع جعله منقولا عن المصادر، ملحقا برغيف و أرغفة، و ما أشبه ذلك.