نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 518
الحبس؛ و إن كان قد أراد ما هو متعلق بهاتين الحالتين.
و قد ذكر فى ذلك وجه آخر على ألاّ يكون قوله: وَ هُمْ كََافِرُونَ حالا لزهوق أنفسهم؛ بل يكون كأنه كلام مستأنف، و التقدير فلا تعجبك أموالهم و لا أولادهم؛ إنما يريد اللّه ليعذّبهم بها فى الحياة الدنيا؛ و تزهق أنفسهم و هم مع ذلك كافرون صائرون إلى النار؛ و تكون الفائدة أنهم مع عذاب الدنيا قد اجتمع عليهم عذاب الآخرة؛ و يكون معنى تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ على هذا الجواب غير الموت و خروج النفس على الحقيقة، بل المشقة الشديدة و الكلف [1] الصّعبة، كما يقال: ضربت فلانا حتى مات و تلفت نفسه، و خرجت روحه، و ما أشبه ذلك.
***غ
رأى الشريف المرتضى فى شعر مروان بن أبى حفصة و مختارات من محاسن شعره:
قال سيدنا أدام اللّه تمكينه: ذاكرنى قوم من أهل الأدب بأشعار المحدثين و طبقاتهم و انتهوا إلى مروان بن يحيى بن أبى حفصة [2] ؛ فأفرط بعضهم فى وصفه و تقريظه، و آخرون فى ذمه و تهجينه و الإزراء على شعره و طريقته؛ و استخبروا عما أعتقده فيه، فقلت لهم:
كان مروان متساوى الكلام، متشابه الألفاظ، غير متصرّف فى المعانى و لا غواص عليها و لا مدقّق لها؛ فلذلك قلّت النّظائر فى شعره، و مدائحه مكرّرة الألفاظ و المعانى، و هو غزير الشعر قليل المعنى؛ إلا أنه مع ذلك شاعر له تجويد و حذق، و هو أشعر من كثير من أهل زمانه و طبقته، و أشعر شعراء أهله؛ و يجب أن يكون دون مسلم بن الوليد فى تنقيح الألفاظ و تدقيق المعانى، و حسن الألفاظ، و وقوع التشبيهات، و دون بشّار بن برد فى الأبيات النادرة السائرة، فكأنه طبقة بينهما؛ و ليس بمقصّر دونهما شديدا، و لا منحط عنهما بعيدا.
و كان إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ يقدّمه على بشار و مسلم، و كذلك أبو عمرو الشيبانىّ