نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 509
سمين الضّواحى لم تؤرّقه ليلة # و أنعم أبكار الهموم و عونها
و رفع «ليلة» فقال الأصمعىّ: من روّاك هذا؟فقال مؤدبى؛ فأحضره فاستنشده فأنشده، و رفع «ليلة» ، فأخذ ذلك عليه؛ و فسر البيت فقال: إنما أراد: لم تؤرّقه ليلة أبكار الهموم و عونها، و أنعم، أى زاد على هذه الصفة.
و قوله: «سمين الضواحى» أى ما ظهر منه و بدا سمين، ثم قال الأصمعى لابن سلم:
من لم يحسن هذا المقدار فليس موضعا لتأديب ولد الملوك.
***غ
حديث الأصمعىّ عن بشار بن برد:
و أخبرنا المرزبانىّ قال: حدثنا أحمد بن المكىّ قال حدثنا أبو العيناء قال حدثنا الأصمعىّ قال: ولد بشّار بن برد أكمه لم ينظر إلى الدنيا قطّ-و كان ذا فطنة-فقلت له يوما: من أين لك هذا الذكاء؟قال: من قدم العمى؛ و عدم النواظر يمنع من كثير من الخواطر المذهلة فيكسب فراغ الذهن؛ و صحة الذكاء، و أنشد لنفسه يفخر بالعمى:
/عميت جنينا و الذكاء من العمى # فجئت عجيب الظّنّ للعلم موئلا [1]
و غاض ضياء العين للعقل رافدا # بقلب إذا ما ضيّع الناس حصّلا
و شعر كنور الرّوض لا أمت بينه # بقول إذا ما أحزن الشّعر أسهلا
***غ
نقد بشار لشعر سمعه:
و أخبرنا المرزبانىّ قال أخبرنا محمد بن العباس اليزيدىّ قال حدثنا أبو العيناء قال حدثنا الأصمعىّ قال: أنشد رجل و أنا حاضر بشارا قول الشاعر:
و قد جعل الأعداء ينتقصوننا # و تطمع فينا ألسن و عيون [2]
ألا إنما ليلى عصا خيزرانة # إذا غمزوها بالأكفّ تلين
فقال بشار: و اللّه لو جعلها عصا مخ أو زبد لما كان إلاّ مخطئا مع ذكر العصا!أ لا قال كما قلت: