نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 492
معصوما من القبائح بعصمة اللّه تعالى له و بلطفه و توفيقه.
فإن قيل: الظاهر خلاف ذلك لأنه قال: وَ إِلاََّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ فيجب أن يكون المراد ما يمنعهم من الكيد و يرفعه؛ و الّذي ذكرتموه من انصرافه عن المعصية لا يقتضي ارتفاع الكيد و الانصراف عنه.
قلنا: معنى الكلام: و إلا تصرف/عنى ضرر كيدهنّ و الغرض به؛ لأنهنّ إنما أجرين بكيدهنّ إلى مساعدته لهنّ على المعصية، فإذا عصم منها و لطف له فى الانصراف عنها؛ فكأنّ الكيد قد انصرف عنه و لم يقع به، من حيث لم يقع ضرره و ما أجرى به إليه، و لهذا يقال لمن أجرى بكلامه إلى غرض لم يقع: ما قلت شيئا، و لمن فعل ما لا تأثير له: ما فعلت شيئا، و هذا بيّن بحمد اللّه و منّه. غ
تأويل خبر : «من يتّبع المشمعة يشمّع اللّه به»
إن سأل سائل عن تأويل الخبر الّذي يرويه عقبة بن عامر أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال فى خطبة طويلة خطبها: «من يتّبع المشمعة يشمّع اللّه به» .
و الجواب، إن المشمعة هى الضّحك و المزاح و اللعب، يقال: شمع الرّجل يشمع شموعا، و امرأة شموع إذا كانت كثيرة المزاح و الضّحك: قال أبو ذؤيب يصف الحمير:
فلبثن حينا يعتلجن بروضة # فيجدّ حينا فى العلاج و يشمع [2]
أراد أنّ هذا الحمار الّذي وصف حاله مع الأتن، و أنه معهنّ فى بعض القيعان يعارك هذه الأتن.
[1] ديوان الهذليين 1: 5 القرار: مستقر الماء. و القيعان: مناقع الماء فى حر الطين؛ و فى حاشيتى الأصل، ف: «سقاها، أى سقى القيعان واه؛ أى سحاب كثير المطر؛ و هذه استعارة؛ أى كأن هذا السحاب ضعيف فينهل عنه الماء انهلالا. و أثجم: أقام برهة؛ أى مدة من الزمان لا يقلع و لا يذهب» .
[2] حاشية الأصل: «يروى، «بروضه» ، و الضمير للعير الّذي يصفه، أو للقرار، أو للوابل» .
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 492