responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 470

البيت الّذي حكيناه يمكن أن يكون شاهدا له، و قد رواه ثعلب عن ابن الأعرابىّ، و خالف فى شي‌ء من ألفاظه فرواه:

و النّبع فى الصّخرة الصّماء منبته # و النّخل ينبت بين الماء و العجل‌

و إذا صحّ هذا الجواب فوجه المطابقة بين ذلك و بين قوله تعالى: فَلاََ تَسْتَعْجِلُونِ على نحو ما ذكرناه، و هو أنّ من خلق الإنسان-مع الحكم الظاهرة فيه-من الطين، لا يعجزه إظهار ما استعجلوه من الآيات؛ أو يكون المعنى أنه لا يجب لمن خلق من الطين المهين، و كان أصله هذا الأصل الحقير الضعيف أن يهزأ برسل اللّه و آياته و شرائعه؛ لأنه تعالى قال قبل هذه الآية: وَ إِذََا رَآكَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاََّ هُزُواً، أَ هََذَا اَلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ؛ [الأنبياء: 36].

و سادسها أن يكون المراد بالإنسان آدم عليه السلام، و معنى‌ مِنْ عَجَلٍ أى فى سرعة [1] من خلقه، لأنه لم يخلقه من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة كما خلق غيره، و إنما ابتدأه اللّه تعالى ابتداء، و أنشأه إنشاء، فكأنّه تعالى نبّه بذلك على الآية العجيبة فى خلقه له، و أنه عزّ و جل يرى عباده من آياته و بيناته أوّلا أولا ما تقتضيه مصالحهم و تستدعيه أحوالهم.

/و سابعها ما روى عن مجاهد و غيره أنّ اللّه تعالى خلق آدم بعد خلق كل شي‌ء آخر، نهار يوم الجمعة على سرعة، معاجلا به غروب الشمس.

و روى أن آدم عليه السلام لما نفخت فيه الروح و بلغت إلى أعالى جسده، و لم تبلغ أسافله قال: يا رب استعجل بخلقى قبل غروب الشمس.

و ثامنها ما روى عن ابن عباس و السّدّيّ أن آدم عليه السلام لما خلق و جعلت الروح فى أكثر جسده وثب عجلان مبادرا إلى أثمار الجنة-و قال قوم بل همّ بالوثوب-فهذا معنى قوله تعالى: خُلِقَ اَلْإِنْسََانُ مِنْ عَجَلٍ .


[1] حاشية الأصل (من نسخة: «من سرعة» .

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست