responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 375

28 مجلس آخر المجلس الثامن و العشرون:

تأويل آية : وَ إِلَى اَللََّهِ تُرْجَعُ اَلْأُمُورُ

إن سأل سائل عن قوله تعالى: وَ إِلَى اَللََّهِ تُرْجَعُ اَلْأُمُورُ ؛ [البقرة: 210] فقال: كيف يصحّ القول بأنّها رجعت عليه و هى لم تخرج عن يده؟.

الجواب، قلنا قد ذكر فى ذلك وجوه:

أولها أنّ الناس فى دار المحنة و التكليف قد يغترّ بعضهم ببعض، و يعتقدون فيهم أنهم يملكون جرّ المنافع إليهم و صرف المضارّ عنهم، و قد تدخل عليهم الشّبه لتقصيرهم فى النظر، و عدولهم عن وجهه و طريقه، فيعبد قوم الأصنام و غيرها من المعبودات الجامدة الهامدة التى لا تسمع و لا تبصر، و يعبد آخرون البشر، و يجعلونهم شركاء للّه تعالى فى استحقاق العبادة؛ و يضيف كلّ هؤلاء أفعال اللّه عز و جل فيهم إلى غيره، فإذا جاءت الآخرة، و انكشف الغطاء و اضطرّوا إلى المعارف زال ما كانوا عليه فى الدنيا من الضلال و اعتقاد الباطل، و أيقن الكلّ أنّه لا خالق و لا رازق و لا ضارّ و لا نافع غير اللّه تعالى فردوا إليه أمورهم، و انقطعت آمالهم من غيره، و علموا أنّ الّذي كانوا عليه من عبادة غيره، و تأميله للضّرّ و النفع غرور و زور، فقال اللّه تعالى: وَ إِلَى اَللََّهِ تُرْجَعُ اَلْأُمُورُ لهذا المعنى.

و الوجه الثانى أن يكون معنى الآية فى الأمور أنّ الأمور كلّها للّه تعالى، و فى يده و قبضته من غير خروج و رجوع حقيقىّ؛ و قد تقول العرب: قد رجع عليّ من فلان مكروه، بمعنى صار إلى منه؛ و لم يكن سبق إلى قبل هذا الوقت، و كذلك يقولون: قد/عاد عليّ من زيد كذا و كذا و إن وقع منه على سبيل الابتداء قال الشاعر:

و إن تكن الأيّام أحسن مرّة # إلى فقد عادت لهنّ ذنوب‌

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست