فقال: أىّ معنى لقوله: بِأَفْوََاهِهِمْ و معلوم أنّ القول لا يكون إلا بالأفواه؟.
الجواب، قلنا: المقول يحتمل معنيين فى لغة العرب: أحدهما القول باللّسان، و الآخر بالقلب، فالقول الّذي يضاف إلى القلب هو الظّنّ و الاعتقاد، و لهذا المعنى ذهبت العرب بالقول مذهب الظّن/فقالوا: أ تقول عبد اللّه خارجا؟و متى تقول محمدا منطلقا؟يريدون: متى تظن؟ قال الشاعر:
أما الرّحيل فدون بعد غد # فمتى تقول الدّار تجمعنا! [1]
أراد: فمتى تظن الدار!و قال الآخر:
أ جهّالا تقول بنى لؤىّ # لعمر أبيك أم متجاهلينا! [2]
أراد: تظن بنى لؤىّ، و قال توبة بن الحميّر:
ألا يا صفىّ النّفس كيف تقولها # لو أنّ طريدا خائفا يستجيرها [3]
[2] البيت للكميت بن زيد الأسدى؛ و هو من (شواهد ابن عقيل على الألفية 1: 397) ، و فى حاشية الأصل: «لا يجوز أن تنصب جهالا بتقول إذا جعلته على معنى القول، لأن القول لا يتعدى إلى ما كان مما لا يندرج تحت السمع، و الجهال جثت، فلا يتأنى ذلك فيها، فلا بد أن يكون قال بمعنى ظن، و لهذا يصح أن تقول: سمعت زيدا يقرأ و يقول و يتكلم و يشعر، و لا تقول: سمعت زيدا يضرب؛ لأن السمع يقع على ما يسمع» .
[3] البيتان من قصيدة طويلة؛ ذكرت بتمامها فى تزيين الأسواق 96-98.
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 363