responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 349

26 مجلس آخر المجلس السادس و العشرون:

تأويل آية : فَغَشِيَهُمْ مِنَ اَلْيَمِّ مََا غَشِيَهُمْ

إن سأل سائل عن قوله تعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ اَلْيَمِّ مََا غَشِيَهُمْ ؛ [طه: 78].

فقال: ما الفائدة فى قوله: مََا غَشِيَهُمْ ، و قوله: غَشِيَهُمْ يدل عليه، و يستغنى به عنه، لأن‌ غَشِيَهُمْ لا يكون إلاّ الّذي غشيهم، و ما الوجه فى ذلك؟

قلنا: قد ذكر/فى هذا أجوبة:

أحدها أن يكون المعنى: فغشيهم من اليمّ البعض الّذي غشيهم، لأنه لم يغشهم جميع مائه، بل غشيهم بعضه، فقال تعالى: مََا غَشِيَهُمْ ؛ ليدل على أنّ الّذي غرّقهم بعض الماء، و أنّهم لم يغرقوا بجميعه؛ و هذا الوجه حكى عن الفرّاء، و ذكره أبو بكر الأنبارىّ، و اعتمده، و غيره أوضح منه.

و اليم هو البحر، قال الشاعر:

و بنى تبّع على اليمّ قصرا # عاليا مشرفا على البنيان‌

و ثانيها أن يكون المعنى: فغشيهم من اليم ما غشى موسى و أصحابه؛ و ذلك أن موسى عليه السلام و أصحابه، و فرعون و أصحابه سلكوا جميعا البحر، و غشيهم كلّهم؛ إلاّ أنّ فرعون و قومه لمّا غشيهم غرّقهم، و موسى عليه السلام و قومه جعل لهم فى البحر طريق يبس، فقال تعالى:

فغشى فرعون و قومه من ماء اليم ما غشى موسى و قومه، فنجا هؤلاء، و هلك هؤلاء.

و على هذا الوجه و التأويل تكون الهاء فى قوله: مََا غَشِيَهُمْ كناية عن غير من كنّى عنه بقوله: فَغَشِيَهُمْ ؛ لأن الأولى كناية عن فرعون و قومه، و الثانية كناية عن موسى و قومه.

و ثالثها أنه غشيهم من عذاب اليمّ و إهلاكه لهم ما غشى الأمم السالفة من العذاب‌

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست