نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 337
25 مجلس آخر المجلس الخامس و العشرون:
تأويل آية : وَ جَعَلْنََا نَوْمَكُمْ سُبََاتاً
إن سأل سائل عن قوله تعالى: وَ جَعَلْنََا نَوْمَكُمْ سُبََاتاً ؛ [النبأ: 9].
فقال: إذا كان السّبات هو النوم؛ فكأنه قال: و جعلنا نومكم نوما، و هذا مما لا فائدة فيه.
الجواب، قيل له فى هذه الآية وجوه:
منها أن يكون المراد بالسّبات الراحة و الدّعة، و قد قال قوم: إنّ اجتماع الخلق كان فى يوم الجمعة، و الفراغ منه فى يوم السبت، فسمّى اليوم بالسبت للفراغ الّذي كان فيه؛ و لأن اللّه تعالى أمر بنى إسرائيل فيه بالاستراحة من الأعمال؛ قيل: و أصل السّبات التمدّد؛ يقال:
سبتت المرأة شعرها إذا حلّته من العقص و أرسلته، قال الشاعر:
و إن سبتته مال جثلا كأنّه # سدى واهلات من نواسج خثعما [1]
أراد: إن أرسلته.
و منها أن يكون المراد بذلك القطع؛ لأن السبت القطع، و السبت أيضا الحلق؛ يقال:
سبت شعره سبتا إذا حلقه، و هو يرجع إلى معنى القطع، و النعال السّبتيّة التى لا شعر عليها؛ قال عنترة:
بطل كأنّ ثيابه فى سرحة، # يحذى نعال السّبت، ليس بتوأم [2]
[1] الجثل من الشعر: ما كشف و اسود، و فى حواشى الأصل، ت، ف: «شبه شعرها فى وقت الإرسال بسدى ثياب مسترخيات مرسلات. و النواسج: جمع ناسجة، و خثعم: قبيلة» .
[2] المعلقة: 199-بشرح التبريزى، و فى حاشيتى الأصل، ف: «السرحة: شجرة طويلة، يصفه بالطول. و أراد بقوله: «يحذى تعال السبت» أنه من الملوك؛ لأن نعال السبت نعال الملوك. و السبت:
شيء يشبه القرظ، تدبغ به النعال؛ و وصفه بالشدة و القوة فى قوله: «ليس بتوأم» ، لأنه إذا لم يكن معه توأم كان أقوى و أتم لخلقه» .
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 337