و كيف يجوز أن تبلغ القلوب الحناجر مع كونهم أحياء، و معلوم أنّ القلب إذا زال عن موضعه المخلوق فيه مات صاحبه؟و عن أىّ شيء زاغت الأبصار؟و بأىّ شيء تعلّقت ظنونهم باللّه تعالى؟.
الجواب، قيل له فى هذه الآية وجوه:
منها أن يكون المراد بذلك أنهم جبنوا و فزع أكثرهم لمّا أشرف المشركون عليهم، و خافوا من بوائقهم و بوادرهم، و من شأن الجبان عند العرب إذا اشتد خوفه أن تنتفخ رئته، و لهذا يقولون للجبان: انتفخ سحره، أى رئته، و ليس يمتنع أن تكون الرئة إذا انتفخت رفعت القلب، و نهضت به إلى نحو الحنجرة. و هذا التأويل قد ذكره الفرّاء و غيره، و رواه الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس.
و منها أنّ القلوب توصف بالوجيب و الاضطراب فى أحوال الجزع و الهلع؛ قال الشاعر:
[1] الأدلاء: جمع دليل؛ و البيت فى وصف فلاة مخيفة، ذكره ابن قتيبة فى تأويل مختلف الحديث ص 488، و نسبه إلى المرار، و قال فى شرحه: «يريد أن القلوب تنزو و تجب؛ فكأنها معلقة بقرون الظباء؛ لأن الظباء لا تستقر؛ و ما كان على قرونها فهو كذلك» .
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 328