إن سأل سائل عن قوله تعالى: تَعْلَمُ مََا فِي نَفْسِي وَ لاََ أَعْلَمُ مََا فِي نَفْسِكَ ؛ [المائدة: 116].
فقال: ما المراد بالنفس فى هذه الآية؟و هل المعنى فيها كالمعنى فى قوله: وَ يُحَذِّرُكُمُ اَللََّهُ نَفْسَهُ ؛ [آل عمران: 28]أو يخالفه؟و هل يطابق معنى الآيتين و المراد بالنفس فيهما ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنّه قال: قال اللّه تعالى: «إذا أحبّ العبد لقائى أحببت لقاءه، و إذا ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى، و إذا ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه، و إذا تقرّب إلى شبرا تقرّبت إليه ذراعا، و إذا تقرّب إلى ذراعا تقربت إليه باعا» ، أو لا يطابقه؟
الجواب، قلنا: النفس فى اللغة لها معان مختلفة، و وجوه فى التصرّف متباينة؛ فالنفس نفس الإنسان و غيره من الحيوان، و هى التى إذا فقدها خرج عن كونه حيّا، و منه قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذََائِقَةُ اَلْمَوْتِ ؛ [آل عمران: 185].
و النّفس ذات الشيء الّذي يخبر/عنه كقولهم: فعل ذلك فلان نفسه؛ إذا تولّى فعله.
و النفس: الأنفة، من قولهم ليس لفلان نفس، أى لا أنفة له.
و النفس الإرادة، من قولهم نفس فلان فى كذا، أى إرادته؛ قال الشاعر:
فنفساى نفس قالت ايت ابن بحدل # تجد فرجا من كلّ غمّى تهابها [1]
و نفس تقول اجهد نجاءك لا تكن # كخاضبة لم يغن شيئا خضابها [2]