فقال: ما تأويل هذه الآية على ما يطابق العدل؟فإنّ ظاهرها كأنه مخالف له.
الجواب، قيل له: فى هذه الآية وجوه؛ منها ما ابتدأناه فيها، و منها ما سبقنا به فحرّرناه، و احترزنا فيه من المطاعن، و أجبنا عمّا لعله يعترض [1] فيه من الشّبه.
أولها أن يكون تعالى عنى بذلك صرفهم عن ثواب النظر فى الآيات، و عن العزّ و الكرامة اللذين يستحقّهما من أدّى الواجب عليه فى آيات اللّه تعالى و أدلّته، و تمسّك بها.
و الآيات على هذا التأويل يحتمل أن تكون سائر الأدلة، و يحتمل أن تكون معجزات الأنبياء عليهم السلام خاصة؛ و هذا التأويل يطابقه الظاهر؛ لأنه تعالى قال: ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا وَ كََانُوا عَنْهََا غََافِلِينَ ؛ فبيّن أنّ صرفهم عن الآيات مستحقّ [2] بتكذيبهم، و لا يليق ذلك إلاّ بما ذكرناه.
و ثانيها أن يصرفهم [3] تعالى عن زيادة المعجزات التى يظهرها [4] الأنبياء عليهم السلام