responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 28

تأويل آية أخرى‌ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ

قال الشريف المرتضى رضى اللّه عنه: قال اللّه تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‌ََ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قََالُوا بَلى‌ََ شَهِدْنََا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ إِنََّا كُنََّا عَنْ هََذََا غََافِلِينَ. `أَوْ تَقُولُوا إِنَّمََا أَشْرَكَ آبََاؤُنََا مِنْ قَبْلُ وَ كُنََّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنََا بِمََا فَعَلَ اَلْمُبْطِلُونَ [الأعراف: 172، 173].

و قد ظنّ بعض من لا بصيرة له، و لا فطنة عنده أن تأويل هذه الآية أنّ اللّه تعالى استخرج من ظهر آدم عليه السلام جميع ذريته، و هم فى خلق الذّرّ، فقرّرهم بمعرفته، و أشهدهم على أنفسهم.

و هذا التأويل-مع أنّ العقل يبطله و يحيله-مما يشهد ظاهر القرآن بخلافه؛ لأن اللّه تعالى قال: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ، و لم يقل: من آدم، و قال: مِنْ ظُهُورِهِمْ ، و لم يقل: من ظهره، و قال: ذُرِّيَّتَهُمْ ، و لم يقل: ذرّيته؛ ثم أخبر تعالى بأنه فعل ذلك لئلا يقولوا يوم القيامة: إنهم كانوا عن ذلك غافلين، أو يعتذروا بشرك آبائهم، و أنّهم نشئوا على دينهم و سنّتهم؛ و هذا يقتضي أنّ الآية لم تتناول ولد آدم عليه السلام لصلبه؛ و أنها إنما [1] تناولت من كان له آباء مشركون؛ و هذا يدلّ على اختصاصها ببعض ذرّية [2] بنى آدم؛ فهذه شهادة الظّاهر ببطلان تأويلهم، فأما شهادة العقول‌ [3] فمن حيث لا تخلو هذه الذّرّية التى استخرجت من ظهر آدم عليه السلام فخوطبت و قرّرت من أن تكون كاملة العقول، مستوفية لشروط التكليف؛ أو لا تكون كذلك‌ [4] .

فإن كانت بالصفة الأولى وجب أن يذكر هؤلاء بعد خلقهم و إنشائهم، و إكمال عقولهم ما كانوا عليه فى تلك الحال، و ما قرّروا به، و استشهدوا عليه؛ لأنّ العاقل لا ينسى ما جرى هذا المجرى، و إن بعد العهد و طال الزمان؛ و لهذا لا يجوز أن يتصرّف أحدنا فى بلد من البلدان و هو عاقل كامل فينسى مع بعد العهد جميع تصرّفه المتقدّم/و سائر أحواله.


[1] ساقطة من ت، ف.

[2] ت: «ولد آدم» .

[3] ت: «العقل» .

[4] ت: «أو لا تكون كاملة العقول مستوفية لشروط التكليف» .

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست