نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 234
فأما قوله: «النصيحة تجر الفضيحة» ، فيشبه أن يكون معناه أنّ النّصيح إذا نصح لمن لا يقبل نصيحته، و لا يصغى إلى موعظته فقد افتضح عنده؛ لأنه أفضى إليه بسرّه، و باح بمكنون صدره.
فأما «سوء الرّعة» ، فإنه يقال: فلان حسن الرّعة و التورّع، أى حسن الطريقة.
***غ
أخبار عمرو بن ربيعة المستوغر و إيراد بعض أشعاره:
و من المعمّرين المستوغر، و هو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ابن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر.
و إنما سمّى المستوغر ببيت قاله، و هو:
/ينشّ الماء فى الرّبلات منها # نشيش الرّضف فى اللّبن الوغير [1]
الرّبلات: واحدتها، ربلة، و ربلة، بفتح الباء و إسكانها، و هى كلّ لحمة غليظة؛ هكذا ذكر ابن دريد.
و الرّضف: الحجارة المحماة، و فى الحديث: «كأنه على الرّضف» ؛ و اللبن الوغير: لبن تلقى فيه حجارة محماة ثم يشرب، أخذ من وغرة الظهيرة، و هى أشدّ ما يكون من الحرّ؛ و منه: و غير صدر فلان يوغر و غرا، إذا التهب من غضب أو حقد.
و قال أصحاب الأنساب: عاش المستوغر ثلاثمائة سنة و عشرين، و أدرك الإسلام أو كاد يدرك أوّله.
و قال ابن سلام: ''كان [2] المستوغر قديما، و بقى بقاء طويلا حتى قال:
و لقد سئمت من الحياة و طولها # و عمرت [3] من عدد السّنين مئينا
مائة أتت من بعدها مائتان لى # و ازددت من عدد الشّهور سنينا
هل ما بقى [4] إلاّ كما قد فاتنا # يوم يكرّ و ليلة تحدونا
[1] ت: «ذى الربلات» ، د: «بالربلات» و البيت فى اللسان (وغر) ، و المعمرين 9-10.