نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 213
و اللّه يا زهير، قال: أنتم و اللّه الذين لا علم لهم. ثم أجمع خالد بن جعفر على قصد زهير و قتله.
و اتّفق نزول زهير بالقرب من أرض بنى عامر، و كانت تماضر بنت عمرو بن الشّريد امرأة زهير بن جذيمة و أم ولده، فمرّ به أخوها الحارث بن عمرو بن الشريد، فقال زهير لبنيه: إنّ هذا الحمار لطليعة عليكم فأوثقوه، فقالت أخته لبنيها: أ يزوركم خالكم فتوثقونه؟و قالت تماضر لأخيها الحارث بن عمرو بن الشريد: إنه [1] ليريبنى اكبئنانك و قروتك-و الاكبئنان الغمّ، و القروت [2] السكوت-فلا يأخذنّ فيك ما قال زهير، فإنه رجل بيذارة غيذارة شنوءة.
-قال الأثرم: البيذارة: الكثير الكلام، و العيذان: السّيئ الخلق-ثم حلبوا له وطبا، و أخذوا عليه يمينا ألاّ يجير [3] عليهم، و لا ينذر بهم أحدا؛ فخرج الحارث حتى أتى بنى عامر، فقعد إلى شجرة يجتمع إليها بنو عامر، و ألقى الوطب تحتها و القوم ينظرون، ثم قال: أيتها الشجرة الذليلة، اشربى من هذا اللبن، و انظرى ما طعمه. فقال قوم: هذا رجل مأخوذ عليه، و هو يخبركم خبرا، فذاقوا اللبن فإذا هو حلو لم يقرص بعد، فقالوا: إنه يخبرنا أن مطلبنا قريب، فركب خالد بن جعفر بن كلاب و معه جماعة، و كان راكبا فرسه حذفة، فلقوا زهيرا، فاعتنق خالد زهيرا، و خرّا عن فرسيهما، و وقع خالد فوق زهير و نادى:
يا بنى عامر، اقتلوني و الرجل، و استغاث زهير ببنيه، فأقبل إليه ورقاء بن زهير يشدّ [4] بسيفه، فضرب خالدا ثلاث ضربات، فلم تغن شيئا، و كان على خالد درعان قد ظاهر بينهما، ثم ضرب حندج رأس زهير فقتله، ففى ذلك يقول ورقاء بن زهير:
رأيت زهيرا تحت كلكل خالد # فأقبلت أسعى كالعجول أبادر [5]