responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 161

فأما أهل السماء فمقتوك، و أما أهل الأرض فغرّوك، ثم قال: أبى اللّه تعالى للميثاق الّذي أخذه على أهل العلم ليبيّننّه للناس و لا يكتمونه. ثم انصرف و بلغ الحجاج ذلك فقال: يا أهل الشام-و هم حوله: آللّه‌ [1] ليقومنّ‌ [2] عبيد من عبيد أهل البصرة، و يتكلم فىّ بما يتكلم، و لا يكون عند أحد منكم تغيير و لا نكير!قالوا: و من ذاك أصلحك اللّه!اسقنا دمه، فقال: عليّ به، و أمر بالنّطع و السيف فأحضرا، و وجّه إليه، فلما دنا الحسن من الباب، حرّك شفتيه و الحاجب ينظر إليه، فلما دخل قال له الحجاج: هاهنا، و أجلسه قريبا من فرشه، و قال له: ما تقول فى عليّ و عثمان؟قال: أقول قول من هو خير منى عند من هو شرّ منك، قال موسى عليه السلام لفرعون إذ قال له: فَمََا بََالُ اَلْقُرُونِ اَلْأُولى‌ََ. `قََالَ عِلْمُهََا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتََابٍ لاََ يَضِلُّ رَبِّي وَ لاََ يَنْسى‌ََ ؛ [طه: 51-52]؛ علم عليّ و عثمان عند اللّه تعالى، فقال له الحجاج: أنت سيد العلماء يا أبا سعيد، ثم دعا بغالية فغلّل بها لحيته، فلما خرج الحسن اتّبعه الحاجب، فقال: يا أبا سعيد، لقد دعاك لغير ما فعل بك، و لقد أحضر السيف و النّطع، فلما أقبلت رأيتك قد حرّكت شفتيك بشي‌ء، فما قلت؟قال: قلت يا عدّتى عند كربتى، و يا صاحبى عند شدتى، و يا ولىّ نعمتى، و يا إلهى و إله آبائى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب ارزقنى مودّته، و اصرف عنى أذاه و معرّته؛ ففعل ربى عز و جل ذلك.

و كان الحسن يقول: ما زال النفاق مقموعا حتى عمّم هذا عمامة؛ و قلّد سيفا.

-يعنى الحجاج.


[1] حواشى الأصل، ت، ف: «هم كثيرا ما يتصرفون فى القسم؛ و ذلك لكثرة تردده فى كلامهم فتارة يحذفون الفعل، كقولك باللّه، و أخرى يحذفون خبر المبتدأ، كقولك لعمرى، و تارة يحذفون حرف القسم من غير عوض، كقولك: اللّه لأفعلن؛ بالنصب، و اللّه لأفعلن بالجر، و تارة يحذف الحرف عن عوض، كقولك آللّه، و هاللّه» .

[2] حواشى الأصل، ت، ف: «لا بد من النون فى صحبة اللام فى جواب القسم؛ و حذفها ضعيف؛ و مع ضعفه جائز؛ كقولك: و اللّه ليقوم زيد، و الفصيح بالنون؛ و إنما تحرى ذلك فيه لأن الغرض بالقسم التوكيد؛ فينبغى أن يكون مؤكدا» .

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست