نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 155
و أخلقوا الدين، يتّكئ أحدهم على شماله، فيأكل من غير ماله؛ طعامه غصب، و خدمه سخرة؛ يدعو بحلو بعد حامض، و بحارّ بعد بارد، و رطب [1] بعد يابس؛ حتى إذا أخذته الكظّة، تجشّأ من البشم، ثم قال: يا جارية، هاتى حاطوما (يعنى هاضوما) يهضم الطّعام؛ يا أحيمق!لا و اللّه لن تهضم إلا دينك، أين جارك!أين يتيمك! أين مسكينك!أين ما أوصاك اللّه عزّ و جلّ به!» .
و ذكر يوما الحجاج فقال: «أتانا أعيمش أخيفش، له جميمة يرجّلها، و أخرج إلينا بنانا قصارا، و اللّه ما عرق فيها عنان فى سبيل اللّه، فقال: بايعونى، فبايعناه، ثم رقى هذه الأعواد ينظر إلينا بالتصغير، و ننظر إليه بالتعظيم؛ يأمرنا بالمعروف و يجتنبه، و ينهانا عن المنكر و يرتكبه» .
و روى عيسى بن عمر قال: قال الحسن: «إنّ هذه القلوب طلعة [2] فاقدعوها، فإنّكم إن تطيعوها تنزع بكم إلى شرّ غاية، و حادثوا هذه النفوس، فإنها سريعة الدّثور» .
قال عيسى بن عمر: فحدثت بذلك أبا عمرو بن العلاء، فعجب من فصاحته.
و كان يقول فى بعض كلامه: «ما يشاء أن ترى أحدهم أبيّض بضّا، يملخ فى الباطل ملخا، ينفض مذرويه و يقول: ها أنا ذا فاعرفونى» .
قال: فالبضّ، هو الرّخص اللّحم، و ليس هو من البياض على ما يظنّه قوم؛ لأنه قد تكون الرّخاصة مع الأدمة. و أما قوله «يملخ» فإن الملخ هو التّثنّى و التكسّر، يقال ملخ الفرس إذا لعب [3] ؛ قال رؤبة يصف الحمار:
[2] الطلعة: الكثيرة التطلع إلى الشيء؛ أى أنها كثيرة الميل إلى هواها تشتهيه حتى تهلك صاحبها، قال فى اللسان: «و بعضهم يرويه بفتح الطاء و كسر اللام، و هو بمعناه، و المعروف الأول» .
[3] فى اللسان (ملخ) و حاشيتى ت، ف: «يملخ فى الباطل ملخا؛ أى يمر فيه مرا سريعا» .
[4] الاعتزام: المضى على جهة واحدة، و التجليح: شدة الإقدام، و الملق: ما استوى من الأرض. -
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 155