نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 152
فى دهليزه، قاعدا فى مكتبه، /و هو صغير السن فقلت له: أين يحدث [1] الغريب إذا كان [2] عندكم و أراد ذلك؟فنظر إلى ثم قال: يتجنّب شطوط الأنهار، و مساقط [3] الثمار، و أفنية الدور، و الطرق النافذة، و المساجد، و يضع و يرفع بعد ذلك حيث شاء. قال: فلما سمعت هذا القول نبل فى عينى، و عظم فى قلبى. فقلت له: جعلت فداك!فممّن المعصية؟فنظر إلى ثم قال:
اجلس حتى أخبرك، فجلست، فقال: إنّ المعصية لا بدّ أن تكون من العبد أو من ربه، أو منهما جميعا؛ فإن كانت من اللّه تعالى فهو أعدل و أنصف من أن يظلم عبده، و يأخذه بما لم يفعله، و إن كان منهما فهو شريكه؛ و القوىّ أولى بإنصاف عبده الضعيف، و إن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر، و إليه توجّه النهى، و له حق الثواب و العقاب، و وجبت الجنة و النار، قال:
فلما سمعت ذلك قلت: ذُرِّيَّةً بَعْضُهََا مِنْ بَعْضٍ وَ اَللََّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ؛ [آل عمران: 34]، و قد نظم هذا المعنى شعرا فقيل:
لم تخل أفعالنا اللاّتى نذمّ لها # إحدى ثلاث خلال حين نأتيها
إمّا تفرّد بارينا بصنعتها # فيسقط اللّوم عنّا حين ننشيها
أو كان يشركنا فيها فيلحقه # ما سوف يلحقنا من لائم فيها
أو لم يكن لإلهى فى جنايتها # ذنب فما الذّنب إلاّ ذنب جانيها [4]
***غ
أخبار الحسن بن أبى الحسن البصرىّ و شيء من كلامه:
و أحد من تظاهر من المتقدمين بالقول بالعدل، الحسن بن أبى الحسن البصرىّ، و اسم أبيه يسار، من أهل ميسان، مولى لبعض الأنصار، و كان اسم أمه خيرة، مملوكة لأمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و آله، و يقال إن أمّ سلمة كانت تأخذ الحسن إذا بكى فتسكّته بثديها،