نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 136
عبد اللّه بن المقفّع، و كان ابن المقفّع يحب ذلك، فجمعهما عبّاد بن عبّاد المهلبىّ فتحادثا ثلاثة أيام و لياليهنّ، فقيل للخليل: كيف رأيت عبد اللّه؟قال: ما رأيت مثله، و علمه أكبر من عقله، /و قيل لابن المقفّع: كيف رأيت الخليل؟قال: ما رأيت مثله، و عقله أكبر من علمه. قال المغيرة: فصدقا، أدّى [1] عقل الخليل الخليل إلى أن مات أزهد الناس [1] ، و جهل ابن المقفّع أدّاه إلى أن كتب أمانا لعبد اللّه بن عليّ فقال فيه: و متى غدر أمير المؤمنين بعمّه عبد اللّه فنساؤه طوالق؛ و دوابّه حبس [2] ، و عبيده أحرار، و المسلمون فى حلّ من بيعته. فاشتد ذلك على المنصور جدّا و خاصة أمر البيعة، و كتب إلى سفيان بن معاوية المهلّبىّ و هو أمير البصرة من قبله بقتله، فقتله.
و كان ابن المقفع مع قلّة دينه جيّد الكلام، فصيح العبارة، له حكم و أمثال مستفادة؛ من ذلك ما روى من أن يحيى بن زياد الحارثىّ كتب إليه يلتمس معاقدة الإخاء و الاجتماع على المودّة و الصفاء، فأخّر جوابه، فكتب إليه كتابا آخر يسترثيه، فكتب إليه عبد اللّه:
إنّ الإخاء رقّ؛ فكرهت أن أملّكك رقّى قبل أن أعرف حسن ملكتك.
و كان يقول: «ذلّل نفسك بالصبر على الجار السوء، و العشير السوء، و الجليس السوء، فإنّ ذلك لا يكاد يخطئك» .
و كان يقول: «إذا نزل بك أمر مهمّ فانظر؛ فإن كان ممّا له حيلة فلا تعجز، و إن كان مما لا حيلة فيه فلا تجزع» .
و دعاه عيسى بن عليّ إلى الغداء فقال: «أعزّ اللّه الأمير!لست يومى للكرام أكيلا» ، قال: و لم؟قال: «لأنّى مزكوم و الزّكمة قبيحة الجوار، مانعة من عشرة الأحرار» .
و كتب إلى بعض إخوانه: «أمّا بعد، فتعلّم العلم ممّن هو أعلم به منك، و علّمه من
(1-1) حاشية الأصل (من نسخة) : «فإن عقل الخليل أداه إلى أن مات أزهد الناس» .
[2] الحبس، بالضم: ما وقف؛ و هو جمع الحبيس؛ و فى الحديث: «ذلك حبيس فى سبيل اللّه» ، أى موقوف على الغزاة، يركبونه فى الجهاد.
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 136