responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 13

فصل‌ تأويل قوله تعالى: وَ اَلْأَرْضَ مَدَدْنََاهََا...

قال الشّريف المرتضى رضى اللّه عنه: قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصبهانىّ‌ [1] فى قوله تعالى: وَ اَلْأَرْضَ مَدَدْنََاهََا وَ أَلْقَيْنََا فِيهََا رَوََاسِيَ وَ أَنْبَتْنََا فِيهََا مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مَوْزُونٍ . [الحجر: 19]؛ قال: إنما خصّ الموزون دون المكيل بالذّكر لوجهين:

أحدهما أن غاية المكيل تنتهى إلى الوزن لأن سائر المكيلات إذا صارت طعاما دخلت فى باب الوزن و خرجت عن باب الكيل؛ فكأنّ الوزن أعمّ من الكيل.

و الوجه الآخر أن فى الوزن معنى الكيل؛ لأن الوزن هو طلب مساواة الشي‌ء بالشي‌ء.

و مقايسته إليه، و تعديله به؛ و هذا المعنى ثابت فى الكيل، فخصّ الوزن بالذّكر لاشتماله على معنى الكيل.

هذا قول أبى مسلم، و وجه الآية و ما يشهد له ظاهر لفظها غير ما سلكه أبو مسلم، و إنما أراد تعالى بالموزون المقدّر الواقع بحسب الحاجة؛ فلا يكون ناقصا عنها، و لا زائدا عليها زيادة مضرّة أو داخلة فى باب العبث. و نظير ذلك من كلامهم‌ [2] قولهم: كلام فلان‌ [3] موزون، و أفعاله مقدّرة موزونة؛ و إنما يراد ما أشرنا إليه، و على هذا المعنى تأوّل المفسرون ذكر الموازين فى القرآن على أحد التأويلين، و أنها التعديل و المساواة بين الثّواب و العقاب، قال الشاعر [4] :

لها بشر مثل الحرير و منطق # رخيم الحواشى لا هراء و لا نزر

و الهراء: الكثير، و النزر: القليل؛ فكأنه قال: إن حديثها لا يقلّ عن الحاجة


[1] كان أبو مسلم الأصبهانى على مذهب المعتزلة؛ و صنف التفسير على طريقتهم، و توفى سنة 370.

(لسان الميزان 5: 89) .

[2] ش: «فى كلامهم» .

[3] حاشية الأصل (من نسخة) : «زيد» .

[4] فى م، و حاشيتى الأصل، ف: «و هو ذو الرمة» ؛ و البيت فى ديوانه: 212.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست