responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 123

فإن قيل: أما اختلاف المعبودين فلا شبهة فيه، فما الوجه فى اختلاف العبادة؟قلنا:

إنه صلى اللّه عليه و آله كان يعبد من يخلص له العبادة و لا يشرك به شيئا، و هم يشركون، فاختلفت عباداتهما [1] ، و لأنه أيضا كان يتقرّب إلى معبوده بالأفعال الشرعية التى تقع على وجه العبادة، و هم لا يفعلون تلك الأفعال، و يتقربون بأفعال غيرها، يعتقدون جهلا أنها عبادة و قربة.

/فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ ، و ظاهر هذا الكلام يقتضي إباحتهم المقام على أديانهم؟قلنا فى هذا ثلاثة أجوبة: أولها أن ظاهر الكلام و إن كان ظاهره إباحة فهو و عيد و مبالغة فى النهى و الزجر؛ كما قال تعالى: اِعْمَلُوا مََا شِئْتُمْ ؛ [فصلت: 40]. و ثانيها أنه أراد لكم جزاء دينكم، و لي جزاء دينى، فحذف الجزاء لدلالة الكلام عليه، و ثالثها أنه أراد لكم جزاؤكم و لي جزائى؛ لأن نفس الدين هو الجزاء؛ قال الشاعر:

إذا ما لقونا لقيناهم # و دنّاهم مثل ما يقرضونا

فأما التكرار فى سورة الرحمن فإنما حسن للتقرير بالنّعم المختلفة المعدّدة، فكلما ذكر نعمة أنعم بها قرّر عليها [2] ، و وبّخ على التكذيب بها؛ كما يقول الرجل لغيره: أ لم أحسن إليك بأن خولتك الأموال!أ لم أحسن إليك بأن خلّصتك من المكاره!أ لم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا و كذا!فيحسن منه التكرير [3] لاختلاف ما يقرره به، و هذا كثير فى كلام العرب و أشعارهم‌

إيراد طائفة من شعر العرب مما وقع فيه التكرار

قال مهلهل بن ربيعة يرثى أخاه كليبا [4] :


[1] ف، حاشية ت (من نسخة) : «عبادتاهما» .

[2] ت، ف: «بها.

[3] حاشية ت (من نسخة) : «التكرار» .

[4] من قصيدة مشهورة، مطلعها:

أ ليلتنا بذى حسم أنيرى # إذا أنت انقضيت فلا تحورى‌

و هى فى (أمالى القالى 2: 129-133) و فى حواشى الأصل، ت، ف: «قبل هذا البيت:

و همّام بن مرّة قد تركنا # عليه القشعمان من النّسور

.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست