نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي جلد : 1 صفحه : 89
من القوم: لا أراك تقول لرسول اللّه ما تقول إلا انتقمت منك. قال: «دعه فإنه طالب حق»، ثم قال للرجل: «انطلق إلى فلان فليبعنا طعاما إلى أن يأتينا شيء»، فأبى اليهودي، فقال: لا أبيعه إلا بالرهن، فقال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «اذهب إليه بدرعي أما و اللّه إني لأمين في السماء و أمين في الأرض» [1]. و في غير البخاري: إنما أخذ النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) الشعير لضيف طرقه ثم فداها أبو بكر رضي اللّه عنه.
«حكم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)» بالجمع بين الأم و ولدها و حكمه في بيع و شرط و استيجار دليل مشترك
في الحديث الثابت أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «لا توله [2] والدة عن ولدها» [3]. و يروى عنه (عليه السلام) أنه قال: «من فرق بين والدة و ولدها فرق اللّه بينه و بين أحبته يوم القيامة» [4]. و في المدونة عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كان إذا قدم عليه السبي صفّهم و قام ينظر إليهم، فإذا رأى امرأة تبكي قال لها: «ما يبكيك؟» فتقول: بيع ابني، بيعت ابنتي. فيأمرهم فيرد إليها [5].
و عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن أبا أسيد الأنصاري قدم بسبي من البحرين على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقام ينظر إليهم و قد صفّهم فإذا امرأة تبكي فقال: «ما يبكيك؟» فقالت: بيع ابني في بني عبس. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لأبي أسيد: «لتركبن فتلحق به»، فركب أبو أسيد فجاء به [6].
و عن يونس بن عبد الرحمن: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعث علي بن أبي طالب على سرية فأصابوا شيئا فأصابتهم حاجة و مخمصة فأبتاع أباعير بوصيفة و لها أم، فلما قدم على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أخبره فقال له: «أ فرّقت بينها و بين أمها يا علي؟» فاعتذر فلم يزل يردد عليه حتى قال: أنا أرجع فأستردها بما عزّ و هان قبل أن يمس رأسي ماء [7].
[1] رواه البيهقي في السنن (8/ 5) من حديث أبي بكر رضي الله عنه. و إسناده ضعيف و رواه ابن عدي في الكامل (6/ 418) من حديث أنس رضي الله عنه. و في إسناده ميسر بن عبيد قال الدارقطني متروك و ضعفه ابن معين و غيره.