responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 55

«حكم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)» في الرسول أن لا يقتل و الوفاء بالعهد للكفار و ما نزل في ذلك من القرآن‌

في مصنف أبي داود عن نعيم بن مسعود الأشجعي قال: كتب مسيلمة إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فسمعته يقول لرسوليه حين قرأ الكتاب: ما تقولان أنتما؟ فقالا: نقول كما قال. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «أما و اللّه لو لا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما» [1].

و عن أبي رافع قال: بعثتني قريش إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلما رأيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ألقي في قلبي الإسلام فقلت: يا رسول اللّه إني لا أرجع إليهم أبدا. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «إني لا أخيس بالعهد و لا أحبس البرد و لكن ارجع فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع». قال:

فذهبت، ثم أتيت النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فأسلمت‌ [2].

و في مصنف البخاري: أن أبا جندل أقبل يرسف في الحديد، و في حديث آخر يحجل في قيوده فردّه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى مكة للعهد الذي كان عاهدهم أن يرد إليهم من جاء منهم. قال أبو سفيان الخطابي في شرح غريب الحديث: لم يخف النبي (صلى اللّه عليه و سلم) على أبي جندل شيئا لأنه ردّه إلى أبيه و أهله و لم يرد من جاء من النساء لأن اللّه عز و جل قال «فلا ترجعوهن إلى الكفار» [3]. و فيه حجة لمن رأى نسخ السنة بالقرآن و كذلك قال في البخاري: إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إنما رد أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو و هو الذي كان عاهد النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أنّ من أتى من المشركين رده إليهم، و ما أتاهم من المسلمين لم يردوه، و على أن يدخلها من قابل و يقيم بها ثلاثة أيام و لا يدخلها إلا بجلبّان السلاح السيف و القوس و نحوه‌ [4]. و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «و العهد بيننا كشرج العتبة» يعني: إن انحل بعضه انحل كله. و كان إقبال أبي جندل قبل أن يبرح سهيل بن عمرو و قبل أن يكتب العهد.

و وقع أيضا في كتاب البخاري في كتاب الشروط و كان سهيل هذا من جملة من أسر يوم بدر. و ذكر المفضل أن يوم الحديبية جاءت سبيعة الأسلمية مسلمة من مكة فأقبل زوجها في طلبها فقال: يا محمد ردّ عليّ امرأتي فهذه طينة كتابك لم تجف بعد. فأنزل اللّه عز و جل‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ‌ [الممتحنة: الآية 10] فاستحلفها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) باللّه الذي‌


[1] رواه أبو داود (2761)، و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 315) و قال: رواه الطبراني. من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني شيخ من أشجع و لم يسمه. و سماه أبو داود سعد بن طارق. و بقية رجاله ثقات.

[2] رواه أبو داود (2758) من حديث أبي رافع رضي الله عنه. و إسناده صحيح.

[3] رواه البخاري رقم (2700 و 4181) من حديث عائشة رضي اللّه عنها.

[4] رواه البخاري (2700) في الصلح. باب الصلح مع المشركين. من حديث البراء رضي الله عنه.

نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست