نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي جلد : 1 صفحه : 134
قال الفاكهي [1]: البيت الذي ولد فيه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بمكة كان في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج، فلم يزل على حاله حتى قدمت أم الخليفتين موسى و هارون و هي الخيزران فجعلته مسجدا يصلّى فيه، و أخرجته من الدار.
و ذكر بعض المكيين: أن ناسا سكنوا هذا البيت ثم انتقلوا منه فقالوا: و اللّه ما أصابتنا فيه جائحة و لا حاجة، فلما خرجنا منه اشتد علينا الزمان.
قال عبد اللّه بن العباس: بعثني أبي العباس إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فبت عنده، فسمعته يدعو:
اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، و تجمع بها شملي، و تلم بها شعثي، و ترد بها الفتن عني، و تصلح بها حالي، و تحفظ بها غائبي، و ترفع بها شاهدي، و تبيض بها وجهي، و تزكي بها عملي، و تلهمني بها رشدي، و تعصمني بها من كل سوء. اللهم أعطني إيمانا صادقا، و يقينا ليس بعده كفر، و رحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا و الآخرة، اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء، و نزل الشهداء و عيش السعداء، و مرافقة الأنبياء، و النصر على الأعداء [2].
ولد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الإثنين بمكة، لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول عام الفيل يوم عشرين من نيسان، و نبئ يوم الإثنين و هو ابن أربعين سنة. قاله مالك و غيره من أهل العلم.
قال البرقي محمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم و يقال: أنزل عليه القرآن و هو ابن ثلاث و أربعين سنة.
قال مالك توفي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، و هو ابن ستين سنة. رواه مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس [3].
و ذكر البخاري عن عروة عن عائشة: أنه توفي (صلى اللّه عليه و سلم) ابن ثلاث و ستين سنة. أقام بمكة خمس عشرة سنة، و بالمدينة عشرا [4]. و زاد ابن عبد البر في كتاب التمهيد: أن الوليد بن مسلم روى عن شعيب عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد المطلب ختن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يوم سابعه، و جعل له مأدبة و سماه محمدا. و فيما روي عن ابن وضاح فقالت قريش: لم سميته محمدا و تركت اسمك و أسماء آبائك؟ فقال: ليحمده أهل السموات و الأرض.
[1] الفاكهي- هو أبو محمد الفاكهي- عبد الله بن محمد بن العباس المكي. صاحب أبي يحيى بن أبي ميسرة- كان أسند من بقي بمكة توفي رحمه الله سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة ه.
[2] رواه الترمذي (3419) في الدعوات مطولا بنحوه. و قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه. و ابن خزيمة (1119) و في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيّئ الحفظ جدا. كما قال الحافظ.
[3] رواه مالك في الموطأ (1925) من حديث أنس رضي الله عنه و هو حديث صحيح.
[4] رواه البخاري (4466)، و الترمذي (3654) من حديث عائشة رضي الله عنها.
نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي جلد : 1 صفحه : 134