responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 124

الميراث شي‌ء» [1]. قال مالك: إذا قتله خطأ ورث من المال، و لم يرث من الدية، و إذا قتله عمدا لم يرث من المال و لا من الدية.

و أجمع العلماء على أن قاتل العمد لا يرث شيئا من مال المقتول، و لا من ديته، و إنما اختلفوا في قتل الخطأ كما تقدم الذكر.

«حكم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)» في وصية مسلم شهد عليه نصراني و في غلام قطعت أذنه و في إقطاع الصلح و فيمن وجد مع امرأته رجلا

في تفسير ابن سلام قال الكلبي: كان رجل مولى لبني سهم انطلق في تجارة و معه تميم الداري و رجل آخر، قال- في الدلائل للأصيلي- و هو ابن براء، قال في التفسير: و هما نصرانيان فلما حضر السهمي الموت كتب وصية و جعلها في متاعه، ثم دفعها إليهما فقال: بلّغا هذا أهلي. فانطلقا لوجههما الذي توجها إليه، و فتشا متاع الرجل بعد موته، فأخذا ما أعجبهما منه، ثم رجعا بالمال إلى أهل الميت، فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما خرج به صاحبهم معه، و نظروا في الوصية فوجدوا المال تاما، فكلّموا تميما و صاحبه فقالوا: هل باع صاحبنا شيئا؟ فقالا: لا، فقالوا: هل مرض فطال مرضه فأنفق على نفسه؟ فقالا: لا- علم لنا بما كان في وصيته، و لكنه دفع إلينا المال فبلّغناكموه. فرفعوا الأمر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فنزلت هذه الآية:

إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ [المائدة: الآية 106] إلى آخرها. فحلفا عند منبر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) دبر صلاة العصر، ثم خلّى سبيلهما، فاطلع على إناء من فضة منقوش مموّه بذهب عند تميم- قال في الدلائل: وجد بمكة، و قال غيره: بيع بألف درهم، فأخذ تميم خمسمائة، و عدي بن براء خمسمائة- فقالوا: هذا من آنية صاحبنا الذي بدا بها معه، و قد زعمتما أنه لم يبع شيئا و لم يشتره، فقالا: إنا كنا قد اشتريناه و نسينا أن نخبركم به، فرفع أمرهما إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فأنزل اللّه عز و جل: فَإِنْ عُثِرَ عَلى‌ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَ مَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ‌ [المائدة: الآية 107]. فقام رجلان من أولياء الميت و هما: عبد اللّه بن عمرو، و المطلب بن أبي وداعة فحلفا: أن ما في وصيته حق، و لقد خانه تميم و صاحبه، فأخذ تميم و صاحبه بما وجد في وصيته لما اطلع اللّه عليه من خيانتهما [2].


[1] رواه الدارقطني (4/ 96 و 237)، و البيهقي (6/ 22) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم. و هو حديث حسن.

[2] رواه بنحوه الترمذي (3059) و قال: هذا حديث غريب. و ليس إسناده بصحيح. من حديث ابن عباس.

و انظر ابن كثير (ج/ 1/ 111) باب قوله تعالى: إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ‌ [المائدة: الآية 106].

نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست