نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي جلد : 1 صفحه : 11
النهار حتى جيء بهم، فأمر بهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): فقطّعت أيديهم و أرجلهم، و سملت أعينهم، ثم أمر بحبسهم حتى ماتوا [1].
و في حديث آخر: أمر بمسامير فأحميت، فكحّلهم، و قطع أيديهم و أرجلهم و ما حبسهم، و ألقوا في الحرّة يستسقون فما سقوا حتى ماتوا [2].
و في حديث آخر: سمل أعينهم. قال أبو قلابة: سرقوا و قتلوا، و كفروا بعد أيمانهم، و حاربوا اللّه و رسوله [3].
قال سعيد بن جبير في مصنف عبد الرزاق، و محمد بن سيرين في كتاب أبي عبيد: كان هذا قبل أن ينزل على النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) في المائدة: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ [المائدة:
الآية 33].
و في البخاري و مسلم: كانوا ثمانية نفر، و سملوا أعين الرعاء. قاله أنس [4].
و في مصنف عبد الرزاق: قلت لأنس: ما سمل؟ قال: تحرّ مرآة الحديد ثم تقرّب إلى عينيه حتى تذوبا [5].
«باب كيف يساق القاتل إلى السلطان و كيف يقرره على القتل»
في كتاب مسلم و عن سماك بن حرب أن علقمة بن وائل حدّثه أن أباه قال: إني لقاعد مع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة فقال: يا رسول اللّه هذا قتل أخي، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم):
«أ قتلته؟» فقال: إنه إن لم يعترف أقمت عليه البينة، قال: نعم قتلته. قال: «كيف قتلته؟»، قال:
كنت أنا و هو نختبط من شجرة فسبّني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «هل لك من شيء تؤدّيه عن نفسك؟»، قال: ما لي مال إلا كسائي و فأسي. قال:
«أ فترى قومك يشترونك؟». قال: أنا أهون على قومي من ذلك. فرمي إليه بنسعته و قال: «دونك صاحبك». فانطلق به الرجل فلما ولّيا قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «إن قتله فهو مثله». فبلغ الرجل ذلك فرجع فقال: يا رسول اللّه بلغني أنك قلت: «إن قتله فهو مثله»، و إنما أخذته بأمرك. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «أ ما تريد أن يبوء بإثمك و إثم صاحبك؟» قال: يا نبيّ اللّه! لعلّه قال بلى، قال: «فإن ذاك كذاك». قال: فرمى بنسعته، و خلّى سبيله [6].
[1] رواه البخاري (233) و (1501)، و مسلم (1671 و 10 و 12)، و أبو داود (4364)، و الترمذي (72).