و منها: التهديد، كقوله (تعالى): اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ (4).
و منها: التعجيز، كقوله (تعالى): فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ (5).
و غير ذلك من التسخير (6)، و الإنذار (7)، و الترجّي و التمنّي (8)، و نحوها (9). و لكنّ الظاهر أنّ الهيئة في جميع هذه المعاني استعملت في معنى واحد، لكن ليس هو واحدا من هذه المعاني؛ لأنّ الهيئة مثل «افعل» شأنها شأن الهيئات الأخرى وضعت لإفادة نسبة خاصّة كالحروف، و لم توضع لإفادة معان مستقلّة، فلا يصحّ أن يراد منها مفاهيم هذه المعاني المذكورة التي هي معان اسميّة.
و عليه، فالحقّ أنّها موضوعة للنسبة الخاصّة القائمة بين المتكلّم و المخاطب و المادّة، و المقصود من المادّة الحدث الذي وقع عليه مفاد الهيئة، مثل الضرب و القيام و القعود في «اضرب» و «قم» و «اقعد» و نحو ذلك. و حينئذ ينتزع منها عنوان طالب
[1]. المقصود بنحو صيغة «افعل» أيّة صيغة و كلمة تؤدّي مؤدّاها في الدلالة على الطلب و البعث، كالفعل المضارع المقرون بلام الأمر أو المجرّد منه إذا قصد به إنشاء الطلب نحو قولنا: «تصلّي. تغتسل. أطلب منك كذا» أو جملة اسميّة نحو: «هذا مطلوب منك» أو اسم فعل نحو: «صه و مه و مهلا» و غير ذلك- منه (رحمه اللّه)-.