responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 56

تجرّدت عن القرائن في روايات الأئمّة (عليهم السّلام).

نعم، كونها حقيقة فيها في خصوص زمان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) غير معلوم، و إن كان غير بعيد، بل من المظنون ذلك، و لكن الظنّ في هذا الباب لا يغني من الحقّ شيئا، غير أنّه لا أثر لهذا الجهل، نظرا إلى أنّ السنّة النبويّة غير مبتلى بها إلّا ما نقل لنا من طريق آل البيت (عليهم السّلام) على لسانهم، و قد عرفت الحال في كلماتهم أنّه لا بدّ من حملها على المعاني المستحدثة.

و أمّا القرآن المجيد: فأغلب ما ورد فيه من هذه الألفاظ أو كلّه محفوف بالقرائن المعيّنة لإرادة المعنى الشرعيّ، فلا فائدة مهمّة في هذا النزاع بالنسبة إليه. على أنّ الألفاظ الشرعيّة ليست على نسق واحد؛ فإنّ بعضها كثير التداول، كالصلاة و الصوم و الزكاة و الحجّ، لا سيّما الصلاة التي يؤدّونها كلّ يوم خمس مرّات، فمن البعيد جدّا ألّا تصبح حقائق في معانيها المستحدثة بأقرب وقت في زمانه (صلّى اللّه عليه و آله).

الصحيح و الأعمّ‌

من ملحقات المسألة السابقة مسألة «الصحيح و الأعمّ». فقد وقع النزاع في أنّ ألفاظ العبادات أو المعاملات أ هي أسام موضوعة للمعاني الصحيحة أو للأعمّ منها و من الفاسدة؟

و قبل بيان المختار لا بدّ من تقديم مقدّمات:

الأولى: أنّ هذا النزاع لا يتوقّف على ثبوت الحقيقة الشرعيّة (1)؛ لأنّه قد عرفت أنّ هذه الألفاظ مستعملة في لسان المتشرّعة بنحو الحقيقة و لو على نحو الوضع التعيّني عندهم.

و لا ريب أنّ استعمالهم كان يتبع الاستعمال في لسان الشارع، سواء كان استعماله على نحو الحقيقة أو المجاز.

فإذا عرفنا- مثلا- أنّ هذه الألفاظ في عرف المتشرّعة كانت حقيقة في خصوص الصحيح يستكشف منه أنّ المستعمل فيه في لسان الشارع هو الصحيح أيضا، مهما كان‌


[1]. خلافا لصاحب الفصول، فإنّه قال: «و هذا النزاع إنّما يتفرّع على القول بأنّ هذه الألفاظ موضوعة بإزاء معانيها الشرعيّة». و تبعه المحقّق الخراسانيّ، فقال: «لا شبهة في تأتّي الخلاف على القول بثبوت الحقيقة الشرعيّة». الفصول الغرويّة: 46؛ كفاية الأصول: 38.

نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست