responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 517

بيوم النوروز، و زخرفة (1) المساجد و المقابر ... و ما إلى ذلك من عادات اجتماعيّة حادثة.

و كلّ من يغترّ بهذه السيرات و أمثالها فإنّه لم يتوصّل إلى ما توصّل إليه الشيخ الأنصاريّ الأعظم (قدّس سرّه) من إدراك سرّ نشأة العادات عند الناس على طول الزمن، و أنّ لكلّ جيل من العادات في السلوك، و الاجتماع، و المعاملات، و المظاهر، و الملابس ما قد يختلف كلّ الاختلاف عن عادات الجيل الآخر. هذا بالنسبة إلى شعب واحد، و قطر واحد؛ فضلا عن الشعوب، و الأقطار بعضها مع بعض. و التبدّل في العادات غالبا يحدث بالتدريج في زمن طويل قد لا يحسّ به من جرى على أيديهم التبديل.

و لأجل هذا لا نثق في السيرات الموجودة في عصورنا بأنّها كانت موجودة في العصور الإسلاميّة الأولى. و مع الشكّ في ذلك فأجدر بها ألّا تكون حجّة؛ لأنّ الشكّ في حجّيّة الشي‌ء كاف في وهن حجّيّته؛ إذ لا حجّة إلّا بعلم.

3. مدى دلالة السيرة

إنّ السيرة عند ما تكون حجّة فأقصى ما تقتضيه أن تدلّ على مشروعيّة الفعل و عدم حرمته في صورة السيرة على الفعل، أو تدلّ على مشروعيّة الترك و عدم وجوب الفعل في صورة السيرة على الترك.

أمّا: استفادة الوجوب من سيرة الفعل، و الحرمة من سيرة الترك فأمر لا تقتضيه نفس السيرة؛ بل كذلك الاستحباب، و الكراهة؛ لأنّ العمل في حدّ ذاته مجمل، لا دلالة على أكثر من مشروعيّة الفعل، أو الترك.

نعم، المداومة و الاستمرار على العمل من قبل جميع الناس المتشرّعين قد يستظهر منها استحبابه؛ لأنّه يدلّ ذلك على استحسانه عندهم على الأقلّ.

و لكن يمكن أن يقال: إنّ الاستحسان له ربما ينشأ من كونه أصبح عادة لهم، و العادات من شأنها أن يكون فاعلها ممدوحا مرغوبا فيه لدى الجمهور، و تاركها مذموما عندهم،


[1]. أي: تزيين.

نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست