نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 363
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
تمهيد:
إنّ مقصودنا من هذا البحث- و هو «مباحث الحجّة»- تنقيح ما يصلح أن يكون دليلا و حجّة على الأحكام الشرعيّة، لنتوصّل إلى الواقع من أحكام اللّه (تعالى).
فإن أصبنا بالدليل ذلك الواقع- كما أردنا- فذلك هو الغاية القصوى و المقصد الأعلى، و إن أخطأناه، فنحن نكون معذورين غير معاقبين في مخالفة الواقع.
و السرّ في كوننا معذورين عند الخطأ هو أنّنا قد بذلنا جهدنا و قصارى وسعنا في البحث عن الطرق الموصلة إلى الواقع من أحكام اللّه (تعالى)، حتى ثبت لدينا- على سبيل القطع- أنّ هذا الدليل المعيّن- كخبر الواحد مثلا- قد ارتضاه الشارع لنا طريقا إلى أحكامه، و جعله حجّة عليها، فالخطأ الذي نقع فيه إنّما جاء من [قبل] الدليل- الذي نصبه و ارتضاه لنا- لا من قبلنا.
و سيأتي (1) بيان [أنّه] كيف نكون معذورين؟ و كيف يصحّ وقوع الخطأ في الدليل المنصوب حجّة، مع أنّ الشارع هو الذي نصبه و جعله حجّة؟
و لا شكّ في أنّ هذا المقصد هو غاية الغايات من مباحث علم أصول الفقه، و هو العمدة فيها؛ لأنّه هو الذي يحصّل كبريات مسائل المقصدين السابقين (الأوّل و الثاني)، فإنّه لمّا كان يبحث في المقصد الأوّل عن تشخيص صغريات الظواهر اللفظيّة (2)، فإنّه في هذا
[1]. سيأتي في الصفحة: 400 «و لذا نقول: إذا لم تصب الواقع ...».
[2]. إنّ بعض مشايخنا الأعاظم (قدّس سرّه)* التزم في المسألة الأصوليّة أنّها يجب أن تقع كبرى في القياس الذي-
(*) و هو المحقّق العراقي في مقالات الأصول 1: 10- 11، و نهاية الأفكار 1: 22- 23.
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 363