responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 237

نعم، بعض العادات قد يكون موضوعا لحكم الشارع، مثل حكمه بحرمة لباس الشهرة، أي اللباس غير المعتاد لبسه عند الناس، و لكن هذا الحكم لا لأجل المتابعة لحكم الناس، بل لأنّ مخالفة الناس في زيّهم على وجه يثير فيهم السخريّة و الاشمئزاز فيها مفسدة موجبة لحرمة هذا اللباس شرعا، و هذا شي‌ء آخر غير ما نحن فيه.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا- و قد أطلنا الكلام لغرض كشف الموضوع كشفا تامّا- أنّه ليس كلّ حسن و قبح بالمعنى الثالث موضوعا للنزاع مع الأشاعرة، بل خصوص ما كان سببه إدراك كمال الشي‌ء أو نقصه على نحو كلّي، و ما كان سببه إدراك ملاءمته أو عدمها على نحو كلّي أيضا من جهة مصلحة نوعيّة أو مفسدة نوعيّة؛ فإنّ الأحكام العقليّة الناشئة من هذه الأسباب هي أحكام للعقلاء بما هم عقلاء، و هي التي ندّعي فيها أنّ الشارع لا بدّ أن يتابعهم في حكمهم. و بهذا تعرف ما وقع من الخلط في كلام جملة من الباحثين عن هذا الموضوع.

5. معنى الحسن و القبح الذاتيّين‌

إنّ الحسن و القبح بالمعنى الثالث ينقسمان إلى ثلاثة أقسام:

1. ما هو علّة للحسن و القبح، و يسمّى الحسن و القبح فيه ب «الذاتيّين»، مثل العدل و الظلم، و العلم و الجهل؛ فإنّ العدل بما هو عدل لا يكون إلّا حسنا أبدا، أي إنّه متى ما صدق عنوان العدل فإنّه لا بدّ أن يمدح عليه فاعله عند العقلاء و يعدّ عندهم محسنا، و كذلك الظلم بما هو ظلم لا يكون إلّا قبيحا، أي إنّه متى ما صدق عنوان الظلم فإنّ فاعله مذموم عندهم و يعدّ مسيئا.

2. ما هو مقتض لهما، و يسمّى الحسن و القبح فيه ب «العرضيّين»، مثل تعظيم الصديق و تحقيره، فإنّ تعظيم الصديق- لو خلّي و نفسه- فهو حسن ممدوح عليه، و تحقيره كذلك قبيح لو خلّي و نفسه؛ و لكن تعظيم الصديق بعنوان أنّه تعظيم الصديق يجوز أن يكون قبيحا مذموما، كما إذا كان سببا لظلم ثالث، بخلاف العدل فإنّه يستحيل أن يكون قبيحا مع بقاء صدق عنوان العدل. كذلك تحقير الصديق بعنوان أنّه تحقير له يجوز أن يكون حسنا

نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست