و باتت في صدره نجيّةٌ قد أسهرته و هي ما يناجيه من الهمّ.
و أصابته النُّجَواء : حديث النّفس و نجواها؛ و أنشد ابن الأعرابيّ لمرّار بن منقذ:
إنّ الهُمومَ لها إذا لم تقرِها # نُجَوَاءُ تدخل تحتَ كلّ شِعارِ
و قال آخر:
و هَمّ تأخذُ النُّجَواء منْهُ # يُعكّ بصالبٍ أو بالملالِ
و استنجَى : أصله الاستتار بالنَّجوة، و منه: نجا ينجو إذا قضى حاجته، نَجْواً . و ما نجا المريض منذ ليال ، و شرب الدواء فما أنجاه ، و قيل: هو من نجوتُ الغصنَ و استنجيته إذا قطعته.
و نجوتُ الجِلد عن الجَزور : كشطتُه.
نحب نحب-
هو نَحْبٌ عليه أي نَذْرٌ؛ قال حسان:
مَساميح أبطال يُرَجَّونَ للنّدَى # يَرَوْنَ علَيهِم فعلَ آبائهِم نَحْبَا
و قد نَحَبَ فلان نَحْباً و نحَّب تنحيباً : أوجب على نفسه أمراً، و هو منحِّبٌ ؛ قال نُصيب:
و إنّي لَساعٍ في رِضَاك كما سَعى # ليُلقَي ثِقلَ النَّحبِ عنه المنحِّبُ
و من المجاز: نحَبَ الباكي ينحِب نحيباً ، و انتحب انتحاباً :
جدّ في بكائه. و نحبَ القومُ في سيرهم و نحّبوا : جدّوا و ساروا على نَحْبٍ ، و سيرٌ نَحْبٌ . و قَرَبٌ منحِّبٌ ؛ قال ذو الرمّة:
و رُبّ مَفازَةٍ قَذَفٍ جَموحٍ # تغولُ منحِّبَ القَرَبِ اغتيالا
و سرنا إلى مكّة ثلاث ليال منحباتٍ . و أصابته شوكة فنحّب عليها ينتقشها : أكبّ عليها. و ناحبتُه على كذا : خاطرتُه، و منه لأناحِبَنّك : لأحاكمنّك. و قَضىََ نَحْبَهُ : مات كأن الموت نَذْرٌ في عنقه.
نحت نحت-
عُودٌ نَحيتٌ و منحوتٌ ، و هذه نُحاتةُ العُودِ.
و في يده المِنحت و المِنحاتُ . و انتحِتْ من الخشبة ما يكفي الوقودَ.
و من المجاز: هو كريم النَّحيتة أي الطبيعة. و هو من مَنحَتِ صدقٍ . و هم كرام المَنابت و المناحت . و نُحِتَ على الكرَم ، و الكرَمُ من نَحْتِه . و تقول: هو عجيب النّعت كريم النّحت ، و نحتَ الجبل : حفره؛ قال أبو النجم:
و هوَ على عذبٍ رواء المنهلِ # دَحْلُ أبي المِرْقال خير الأدحُلِ
من نحتِ عادٍ في الزّمانِ الأوّلِ
و جملٌ نَحيتٌ : قد انتُحِتتْ مَناسمه. و نَحَتَ السّفرُ الإبلَ : براها. و نَحَتَه بلسانه : لامه. و نحَتَه بالعصا :
ضربه بها.
نحح نحح-
هو شَحيحٌ نَحيحٌ ، و تقول: قوم نَحانحةٌ لئامٌ، و هم الذين يتنحنحون إذا سئلوا؛ قال:
سيماهُمُ حينَ تَراهم واضِحَهْ # ليَسوا بأقزامٍ وَ لا نَحانحَهْ
و تقول: هو من أقوام غير أقزام؛ و جحاجحه غير نَحانحه.
نحر نحر-
ضربَ نَحْرَه و نحورهم ، و منه: نَحَرَ البعيرَ: طعن في نحره ، نحراً ، و نحّرَ الإبلَ، و إبل منحَّرة ، و هذا مَنحَر البُدُنِ، و هذه مَناحرها، و هم نحّارون للجُزُر. و تناحروا في الحرب.
و من المجاز: جاء في نَحْرِ النهار، و نحْرِ الشّهر و ناحِرَتِه و نَحيرتِهِ . و ما أراه إلاّ في نحور الشهور و نحائرها و نواحرِها ؛ قال الكميت:
و الغَيث بالمُتألّقا # تِ منَ الأهلّة في النّواحر
إذا وقع الغيث في أوّل الشهر كان غزيراً. و جلس فلان في نَحْرِ فلان : قابَلَه، و نحَرتُه نَحْراً : قابلتُه. و منازل القوم تتناحر و تتناوح ، و ديارهم تنحَر الطريقَ : تقابله؛ قال:
أبا حَكَمٍ ها أنتَ عمُّ مجالدٍ # و سيّدُ أهل الأبطَح المُتناحر
نام کتاب : أساس البلاغة نویسنده : الزمخشري جلد : 1 صفحه : 622