لعل أقرب المفاهيم شبها إلى العبوديّة «الوجود»، الذي يقول فيه المؤلف- السبزواري قده- [1]:
مفهومه من أعرف الأشياء * * * و كنهه في غاية الخفاء
و لا غرو أن نقول على منواله أن العبوديّة أعرف المفهومات و أظهرها و أخفى المعاني و أسترها.
فعند استماع هذه الكلمة تنصرف الأذهان إلى ما هو المعهود من معنى الرقيّة التي كانت معهودة سابقا و نسخت في القرن الأخير، و لكن بقي معناها في الأذهان، و ذلك إذا كان أحد من الناس يملك آخرا من بني نوعه، كما يملك أحد حيوانا مثلا، فزمام أمر المملوك بيد مالكه، عليه أن يطيعه فيما أمر و أراد و يذهب حيث يرسله في حاجته، و هو و ما يملكه لمولاه.
و مع هذا التصور و ذاك الارتكاز الذهنيّ ينتقل إلى عبوديّة الإنسان للّه تعالى، و لعلّ الفارق عنده أن سبب ملكيّة هذا الإنسان للّه تعالى أنّه خلقه و ربّاه و رزقه، بدلا مما كان المعهود من الناس أنّهم يشترون العبيد أو يسترقّونه بالسبي مثلا.