فجاءني الخادم عند السحر و معه حمّال و على ظهره نبت سامان‌ [53] فقال و اللّه ما كنت أملك في الوقت شيئا أحمله إليك غير هذا و هو هديّة لك فإن سئلت عنيّ فقل لا أدري من تبسّم فقلت افعل فلمّا كان عند الغداة حملت إلى باب السلطان فبرّأت الخادم ممّا قيل ثمّ بعت السامان بثلاثين دينارا و استعنت به في الخروج إلى العراق و بارك لي فيه فلقبت بالحصيريّ و ما بعت الحصير و لا باعه أحد من آبائي.

}

و لا ينام في مجلس الإملاء.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار العكبريّ ببغداد أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن النقور البزّاز أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص في التاسع من انتقاء أبي الفوارس ثنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السّكريّ ثنا أحمد بن يوسف التغلبيّ ثنا أحمد بن أبي الحواريّ سمعت أبا سليمان يعني الدارانيّ يقول إذا رأيت الرجل ينام عند الحديث فاعلم أنّه لا يشتهيه فإن كان يشتهيه لطار نعاسه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن محمّد المالكيّ بواسط أنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن بشران النحويّ إجازة ثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الرحيم بن دينار ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه في كتاب عيون الأخبار ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قال قال رجل لخالد بن صفوان ما لي إذا رأيتكم تتذاكرون الأخبار و تتناشدون الأشعار و تتدارسون الآثار وقع عليّ النوم قال لأنّك حمار في مسلاخ إنسان‌ [54] .

}

[53] سامان: قرية في الري و لعل نبتها هو الزعفران أو ما يشبه ذلك من نبت ثمين، و لم نعثر على معنى آخر لها إلا أنها محلة في أصفهان، و لكن من خلال العبارة التالية: و لقبت بالحصيري، فلعل النبت المقصود نبت تصنع منه الحصر. و سامان اسمه بالفارسية.

[54] أي العقل عقل حمار و الجسد جسد إنسان، و المسلاخ هو الجلد.