و إن قدّم الأكبر سنا من كان أعلم منه على نفسه جاز ذلك و كان مستحسنا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحّاميّ بنيسابور أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونيّ أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ سمعت أبا محمّد الحسن بن إبراهيم بن يزيد الأسلمي يقول سمعت محمّد بن إسحاق بن ميمون الفارسي يقول سمعت محمد بن عبد الوهاب الفراء يقول سمعت الحسين بن منصور يقول: كنت مع يحيى بن يحيى و إسحاق بن راهويه يوما نعود مريضا فلمّا حاذينا الباب تأخّر إسحاق و قال ليحيى: تقدّم، فقال يحيى لإسحاق: تقدّم أنت، فقال: يا أبا زكريّاء أنت أكبر منيّ، قال: نعم أنا أكبر منك و أنت أعلم منّي فتقدّم إسحاق.

}

و إذا دخل الطالب على المملي فوجد عنده جماعة فيستحبّ أن يعمّهم بالسلام.

أخبرنا أبو عامر سعد بن عليّ الرزّاز بجرجان أخبرنا أبو الغيث المغيرة بن محمّد الثقفيّ أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهميّ أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عديّ الحافظ ثنا عبدان ثنا هشام بن عمّار ثنا عمر بن المغيرة ثنا أبو حمرة ميمون الأعور عن إبراهيم عن علقمة قال: لقي ابن مسعود إعرابيّ و نحن معه قال السلام عليك يا با عبد الرحمن فضحك، فقال: صدق اللّه و رسوله سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة» [21] و إنّ هذا عرفني من بينكم فسلّم عليّ و «حتّى يتّخذ المساجد طرقا» و ذكر الحديث.

[21] أي حتى يجي‌ء وقت لا يسلّم فيه المرء إلا على من يعرفه و يدع السلام على من سواه و السنّة أن يسلّم المرء على الجمع من المسلمين من عرف و من لم يعرف.