الإيثـار
وهو : أسمى درجات الكرَم ، وأرفع مفاهيمه ، ولا يتحلّى بهذه الصفة المثالية النادرة ، إلاّ الذين جلَوا بالأريحيّة ، وبلغوا قمّة السخاء ، فجادوا بالعطاء ، وهُم بأمَسّ الحاجة إليه ، وآثروا بالنوال ، وهُم في ضنك من الحياة . وقد أشادَ القرآن بفضلهم قائلاً : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )( الحشر : 9 )
وسئُل الصادق (عليه السلام) : أيُّ الصدقة أفضل ، قال : ( جُهد المُقِلّ ، أما سمعت اللّه تعالى يقول : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ))[1] .
ولقد كان النبيّ (صلى الله عليه وآله)المثل الأعلى في عظمة الإيثار ، وسموّ الأريحيّة .
قال جار بن عبد اللّه : ما سُئل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)شيئاً فقال لا .
وقال الصادق (عليه السلام) : ( إنّ رسول اللّه أقبَل إلى الجِعرانة ، فقسم فيها الأموال ، وجعَل الناس يسألونه فيُعطيهم ، حتّى ألجؤوه إلى
[1] الوافي ج 6 ص 58 عن الفقيه .