والأرحام بعد هذا وذاك ، أحقّ الناس بالبِر ، و أحراهم بالصلة والنوال ، لأواصرهم الرحميّة ، وتساندهم في الشدائد والأزَمات .
ومن الخطأ الفاضح ، حرمانهم من تلك العواطف ، وإسباغها على الأباعد والغرباء ، ويعتبر ذلك إزدراءً صارخاً ، يستثير سخطهم ونفارهم ، ويَحرم جافيهم من عطفهم ومساندتهم .
وهكذا يجدر بالكريم ، تقديم الأقرب الأفضل ، من مستحقّي الصلة والنوال : كالأصدقاء والجيران ، وذوي الفضل والصلاح ، فإنّهم أولى بالعطف من غيرهم .
بواعِث الكرَم :
وتختلف بواعث الكرم ، باختلاف الكرماء ، ودواعي أريحيّتهم ، فأسمى البواعث غاية ، وأحمدها عاقبة ، ما كان في سبيل اللّه ، وابتغاء رضوانه ، وكسب مثوبته .
وقد يكون الباعث رغبة في الثناء ، وكسب المحامد والأمجاد ، وهنا يغدو الكريم تاجراً مساوماً بأريحيّته وسخائه .
وقد يكون الباعث رغبةً في نفع مأمول ، أو رهبةً مِن ضرر مخوف ، يحفّزان على التكرّم والإحسان .