وشكى رجلٌ الى أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنّه يطلب فيصيب ، ولا يقنع ، وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه ، وقال : علّمني شيئاً أنتفع به . فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) ( إنْ كان ما يكفيك يغنيك ، فأدنى ما فيها يغنيك ، وإنْ كان ما يكفيك لا يُغنيك ، فكلّ ما فيها لا يغنيك )[2]
وقال الباقر (عليه السلام) : ( إيّاك أنْ يطمح بصرك إلى مَن هو فوقك فكفى بما قال الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله): ( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) وقال : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...) ، فإنْ دخلك من ذلك شيءٌ ، فاذكر عيش رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فإنّما كان قوته الشعير ، وحلوه التمر ، ووقوده السعف إذا وجده )[3].
محاسن القناعة :
للقناعة أهميّة كُبرى ، وأثرُ بالغ في حياة الإنسان ، وتحقيق رخائه النفسي والجسمي ، فهي تُحرره من عبوديّة المادّة ، واسترقاق الحِرْص والطمَع ، وعنائهما المرهِق ، وهوانهما المُذلّ ، وتنفخ فيه روح العزّة ،