نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 50
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء ، طلباً لما عند اللّه ، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتّكالاً على اللّه )[1] .
وقال الصادق (عليه السلام) : ( مِن التواضع أنْ ترضى بالمجلس دون المجلس ، وأنْ تُسلّم على مَن تَلقى . وأنْ تترك المراء وإنْ كُنت محقّاً ، ولا تحب أنْ تُحمَد على التقوى )[2] .
وجدير بالذكر أنْ التواضع الممدوح ، هو المتّسم بالقصد والاعتدال الذي لا إفراط فيه ولا تفريط ، فالإسراف في التواضع داع إلى الخسّة والمهانة ، والتفريط فيه باعثٌ على الكِبر والأنانيّة .
وعلى العاقل أنْ يختار النهج الأوسط ، المبرّأ مِن الخسّة والأنانيّة ، وذلك : بإعطاء كلّ فرد ما يستحقّه من الحفاوة والتقدير ، حسب منزلته ومؤهّلاته .
لذلك لا يحسن التواضع للأنانيّين والمتعالين على الناس بزهوهم وصلَفِهم . إنّ التواضع والحالة هذه مدعاة للذلّ والهَوان ، وتشجيعٌ لهم على الأنانيّة والكِبَر ، كما يقول المتنبي :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإنْ أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
وممّا قيل في التواضع قول المعرّي : يا والي المصر لا iiتظلمنّ فكم جاء مثلك ثُمّ iiانصرفتواضع إذا ما رُزقت العُلا فـذلك مـمّا يزيد iiالشرَف