responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي    جلد : 1  صفحه : 487

الحاكمون وواجباتهم

الإنسان مدنيٌّ بالطبع ، لا يستغني عن إفراد نوعه ، والأُنس بهم والتعاون معهم على إنجاز مهامّ الحياة ، وكسب وسائل العيش .

وحيث كان أفراد البشَر متفاوتين في طاقاتهم وكفاءاتهم الجسميّة والفكريّة ، فيهم القويّ والضعيف ، والذكيّ والغبيّ ، والصالح والفاسد ، وذلك ما يُثير فيهم نوازع الإثرة والأنانيّة والتنافس البغيض على المنافع والمصالح ، ممّا يُسبّب بلبلة المجتمع ، وهدْر حقوقه وكرامته ؛ لذلك كان لا بدّ للأُمم مِن سلطةٍ راعيةٍ ضابطة ، ترعى شؤونَهم وتحمي حقوقهم ، وتشيع الأمن والعدل والرخاء فيهم .

ومِن هنا نشأت الحكومات وتطوّرت عِبر العصور مِن صورها البدائيّة الأُولى حتّى بلغَت طورها الحضاري الراهن ، وكان للحكّام أثرٌ بليغ في حياة الأٌمم والشعوب وحالاتها رقياً أو تخلفاً ، سعادة أو شقاءً ، تبعاً لكفاءة الحكام وخصائصهم الكريمة أو الذميمة .

فالحاكم المثالي المُخلص لامته هو : الذي يسوسها بالرفق والعدل والمساواة ، ويحرص على إسعادها ورفع قيمتها المادية والمعنويّة .

والحاكم المستبدّ الجائر هو : الذي يستعبد الأُمّة ويسترقّها لأهوائه ومآربه ويعمَد على إذلالها وتخلّفها ، وقد أوضحت آثار أهل البيت (عليهم السلام) أهميّة الحكّام وآثارهم الحسنة أو السيّئة في حياة الأُمّة ، فأثنت على العادلين المُخلصين منهم ، وندّدت بالجائرين وأنذرتهم بسوء المغبّة والمصير .

نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست