نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 456
والجدير بالذكر أنّ مِن أقوى عوامل ازدهار الصداقة وتوثيق أواصر الحبّ والإخلاص بين الأصدقاء ، هو أنْ يتفادى كلٌّ منهم جهده عن تصديق النمّامين والوشاة المُغرَمين بغرس بذور البغضاء والفرقة بين الأحباب وتفريق شملهم ، وفصم عُرى الإخاء بينهم . وهؤلاء هُم شرار الخلْق كما وصَفَهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)حيث قال : ( ألا أُنبئكم بشراركم ؟ ) .
قالوا : بلى يا رسول اللّه . قال : ( المشّاؤون بالنميمة ، المُفرّقون بين الأحبّة ، الباغون للبراء المعايب )[1] .
* * *
الاعتدال في حبّ الصديق والثقة به :
ومِن الحكمة أنْ يكون العاقل معتدلاً في محبّة الأصدقاء والثقة بهم والركون إليهم دون إسرافٍ أو مغالاة ، فلا يصحّ الإفراط في الاطمئنان إليهم واطلاعهم على ما يخشى إفشاءه من إسراره وخفاياه .
فقد يرتدّ الصديق ويغدو عدوّاً لدوداً ، فيكون آنذاك أشدّ خطَراً وأعظم ضرَراً مِن الخصوم والأعداء .
وقد حذّرت وصايا أهل البيت (عليهم السلام) وأقوال الحكماء والأدباء ، نظماً ونثراً مِن ذلك :
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أنْ