نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 447
مقاييس الحبّ
وقد تلتبس مظاهر الحبّ في الأخلاّء خاصّة والناس عامّة ، وتخفى سماته وعلائمه ، ويغدو المرء آنذاك في شكٍّ وارتياب مِن ودّهم أو قلاهم ، وقد وضع أهلُ البيت (عليهم السلام) مقاييس نفسيّة تستكشف دخائل الحبِّ والبُغض في النفوس وتجلو أسرارها الخفيّة .
قال الراوي : سمِعت رجُلاً يسأل أبا عبد اللّه (عليه السلام) فقال :
الرجل يقول أودّك ، فكيف أعلم أنّه يودّني ؟
فقال (عليه السلام) : ( امتحن قلبك ، فإنْ كنت تودّه فإنّه يودّك )[1] .
وقال (عليه السلام) في موطنٍ آخر : ( انظر قلبك ، فإنْ أنكر صاحبك ، فاعلم أنّه أحدث )[2] يعني قد أحدَث ما يُوجب النفرة وضعف المودّة .
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
( لمّا احتضر أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع بنيه ، حسناً وحُسيناً وابن الحنفيّة والأصاغر فوصّاهم ، وكان في آخر وصيّته : - يا بنيّ ، عاشروا الناس عشرة ، إنْ غبتم حنّوا إليكم ، وإنْ فقدتم بكوا عليكم ، يا بنيَّ ، إنّ القُلوب جنودٌ مجنّدة تتلاحظ بالمودّة ، وتتناجى بها ، وكذلك هي في البغض ،