الحياة ومناوأة الأعداء بجلَدٍ وثبات ، إلاّ بالتضامن والتعاطف اللذين يشُدّان أزرها ويجعلانها جبهةً متراصّةً لا تُزعزعها أعاصير المشاكل والأحداث ، ولا يستطيع مكابدتها الأعداء والحسّاد .
وقد جسّد أكثم بن صيفي هذا الواقع في حكمته الشهيرة حيث :
( دعى أبناءه عند موته ، فاستدعى إضمامةً مِن السهام ، فتقدّم إلى كلّ واحد منهم أنْ يكسرها فلم يقدر أحدٌ على كسرها .
ثمّ بدّدها فتقدّم إليهم أنْ يكسروها فاستسهلوا كسرها ، فقال :
كونوا مجتمعين ليعجز مِن ناوأكم عن كسرِكم كعجزِكم عن كسرها مجتمعة ، فإنّكم إنْ تفرقتم سهل كسركم وأنشد :
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى خـطب ولا تـتفرّقوا iiآحـادا
تأبى القداح إذا اجتمعن iiتكسّراً وإذا افـترقن تـكسّرت أفرادا
هذا إلى ما في صِلة الرحم مِن جليل الخصائص والآثار التي أوضحتها النصوص السالفة .
فهي :
مدعاة لحبّ الأقرباء وعطفهم وإيثارهم وموجبةً لطيلة العمُر ، ووفرة المال ، وزكاة الأعمال الصالحة ونحوها في الرصيد الأُخروي ، ومنجاة من صروف الأقدار والبلايا .
قطيعة الرحم :
وهي :
فعل ما يسخط الرحم ويؤذيه قولاً أو فعلاً ، كسبه واغتيابه وهجره