نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 414
ولذلك فلا مناصَ مِن أنْ نحسب حساب هذه الاختلافات في إنشاء عالَم متمدّن )[1] .
ولا يعتبر تفوّق الرجل على المرأة في المجالات العمليّة والنظريّة مِقياساً عامّاً شاملاً لجميع الرجال ، فقد تَبُذُّ المرأة الرجل وتفوقه في ذلك ، ولكن هذا لا ينفي تخلّفها عن أغلب الرجال .
وعزا بعضهم تخلّف المرأة عن الرجل إلى التقاليد الاجتماعيّة، والنظُم التربويّة التي تكتنف حياتها .
وفاتهم أنّ تلك التقاليد والنظُم قد تلاشت في أغلب الدول المُتحلّلة ، وانعدمت فيها الفوارق بين الجنسين ، وغدَت المرأة تتمتّع بجميع فرَص التكافؤ التي يتمتّع بها الرجل . وبالرغم مِن ذلك فإنّها تعتبر في المرتبة الثانية منه .
ومِن هنا ندرك امتناع المساواة المُطلقة بين الرجل والمرأة ، ونعتبرها ضرباً مِن الحماقة والسُّخف .
فهل يسع دعاة المساواة أنْ يطوّروا واقع الرجل ويجعلوه مشاركاً للمرأة في مؤهّلاتها الخاصّة ، ووظائفها النسويّة التي يعجز عنها هو ، كذلك لا يسعهم أنْ يسترجلوا المرأة ويمنحوها خصائص الرجل ووظائفه التي تعجز عنها هي .
إنّ الحكمة الإلهيّة قد كيّفت كلاًّ مِن الجنسين وأعدّته إعداداً خاصّاً ، يؤهّله لأداء وظائفه ومهمّاته في الحياة ، فلا مناص مِن تنويع الأعمال بينهما